الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لديها وقلق وخجل رغم تميزها، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم إتاحة الفرصة لي لطرح سؤالي، فجزاكم الله خيراً.

لدي ابنة أكملت سنتها الثانية عشرة قبل أيام، ولديها قلق عند النوم؛ فهي تستيقظ أحيانا في الليل، وتتأخر في النوم، وتقاوم، وتنام وهي تحتضن جهازها الآيباد بعد تشغيل القرآن الكريم طوال الليل. وإذا تأخرت أنا ووالدتها خارج المنزل نجدها مستيقظة، تنتظرنا، ولا ترتاح حتى نحضر، وأحيانا أجدها غلبها النوم على الكنبة.

ابنتي متميزة في دراستها، ولديها موهبة الرسم بشكل رائع جدا، وتحب ممارسة هذه الهواية في المنزل، إلا أنها ترفض المشاركة في الأنشطة المدرسية، وقبل مدة أقيمت مسابقة في الرسم، فحرصنا أن تشارك إلا أنها أبت؛ لأن رسمها لا يرقى لدخول المسابقة -حسب تعبيرها-.

قبل أيام طلبت منها المعلمة الدخول في مسابقة أخرى في القراءة، وأخبرتها أنها تتميز عن زميلاتها بإجادة القراءة بالفصحى إلا أنها رفضت أيضا، كما أن لديها خجلا من الأقارب، حتى إنها لا تأكل في بعض الأحيان أمامهم، وتدعي أنها غير جائعة، وعرضتها قبل خمس سنوات تقريبا على طبيب نفساني، ففحصها، وأخبرني بأن لا شيء لديها يدعو للقلق، وأن هذا طبيعي، ولكني أريد أن أطمئن أكثر منكم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشكر لك أيضًا، ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع.

واضح جدًّا أن ابنتك تعاني من أعراض للخوف والقلق والحساسية. بعض الرهاب الاجتماعي والخجل الاجتماعي كلها تندرج تحت الخوف والقلق، ولا أدري إن كانت بكم أنتم –والديها- أيضًا بعض سمات الخوف والقلق: الخوف على أبنائكم دائمًا، واكتسبت هذا الخوف أو ورثته عنكم أم ماذا؟

على أي حال، هذه سمات قلق وخوف، وشعور بعدم الأمان، خاصة مع الأغراب وخارج المنزل. وعليكم تشجيعها، ليس ضغطها، ولكن تشجيعها، ويتطلب الأمر أن تذهبوا معها أحيانًا لبعض الأنشطة في المدرسة، إذا سمح النظام بذلك، وهذا يُعطيها طمأنينة وسندا، ابدأوا بالذهاب معها تدريجيًا، ثم بعد ذلك تشجعيها، وإخبارها بأنكم دائمًا معها، وأن عليها أن تذهب لهذه الأشياء، وازرعوا الثقة فيها، وإنها قادرة -إن شاء الله تعالى- بما تملك من مقدرات ومهارات، و-إن شاء الله تعالى- مع التشجيع وزرع الطمأنينة تجتاز هذه المرحلة التي يمر بها بعض الأطفال في هذا السن.

وفقكم الله، ونسأل الله لها التقدُّم في الدراسة والمستقبل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً