الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام القلب ووخزاته وتسارع ضرباته ليلا فقط! ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي على ما أعتقد هي: أن لدي وسواسا قهريا، وأني أعاني من متلازمة (مارفان) وعمري بعدُ 3 شهور، وأصبح عمري الآن 18 سنة، عملت فحوصات لقلبي وكلها سليمة ولله الحمد.

لكني أحياناً أعاني من بعض الآلام والوخزات وتسارع في ضربات القلب، وفي أغلب الأحيان تأتيني في الليل فتزعجني جدا، مع أني عندما أختلط مع الناس وأتحدث معهم؛ لا أشعر بأي ألم، وأنا الوحيد لوالدي، لذلك في الليل أكون لوحدي فتأتيني الأفكار ويصبح نبض قلبي سريعا.

استفساري هو: هل هذا النبض يؤذي قلبي؟ وهل أنا مريض نفسي أم أن قلبي فيه مشكلة؟ مع العلم أني قليل الحركة؛ لأن الدكتور منعني من الجهد العالي، فهل هذا هو سبب المشكلة أيضاً؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: هذه الآلام والوخزات التي تحسّ بها في الصدر أراها ناتجة من انقباضات عضلية، وموضوع تسارع القلب ربما يكون له أسباب مثل: شيء من القلق النفسي الذي ينتابك، هذا يؤدِّي إلى إفراز مادة تُسمَّى أدرينالين (adrenaline)، وهذه يُعرف أنها تؤدِّي إلى تسارع في ضربات القلب.

لكن في ذات الوقت -أيها الفاضل الكريم- بما أنك تعاني من (متلازمة مارفان Marfan syndrome) سيكون من الحكمة والنصيحة أن تتابع مع طبيبك، طبيب القلب تُقابله مثلاً كل 3 أو 4 أشهر، هذا مهمٌّ جدًّا، ومن خلال إجراء تخطيط القلب أو ما يُعرف بـ (هولتر Holter)، وعمل (إيكو Echo) أيضًا حتى ولو مرة واحدة في السنة -إن احتاج الأمر- هذا يُطمئنك كثيرًا.

والحمدُ لله تعالى أنت الآن سليم، وهذا هو الذي نتمناه لك، لا تنزعج أبدًا لهذه الفحوصات، لكن تواصلك مع الطبيب سوف يُشكِّل دفعًا نفسيًا إيجابيًا بالنسبة لك.

الجُهد العالي والشديد فعلاً لا ننصح به، لكن يمكنك أن تقوم بجهدٍ بسيطٍ جدًّا وفي ذات الوقت مفيد جدًّا، وهو: الجهد الذي يحدث من خلال التدرُّب على تمارين الاسترخاء، مجرد تنفُّسٍ عميقٍ جدًّا، شهيق عن طريق الأنف، يعقبه قبض الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك الزفير عن طريق الفم، وهذا يكون بقوةٍ وبطئٍ. ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجد هنالك إرشادات جيدة ومفيدة لكيفية الاسترخاء النفسي والجسدي، وهذا قطعًا يؤدِّي -إن شاء الله تعالى- لإزالة الآلام والوخزات، ويُساعدك حتى في تسارع ضربات القلب.

وتسارع ضربات القلب يمكن قطعًا التخفيف منه من خلال تناول دواء بسيط مثل الـ (إندرال Inderal) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة بسيطة، لكن تناول هذا الدواء بالرغم من سلامته وأنه لا يحتاج لوصفة طبية، من الأفضل أن يكون من خلال طبيبك.

أيضًا أريدك أن تُقلل من شُرب الشاي والقهوة، هذا أعتبره جيدًا جدًّا، وبصفة عامة: أريدك أن تكون إنسانًا فعّالاً، أنت لست بمعاقٍ، هذا يجب أن أؤكده لك، عش الحياة بكل قوة، بكل إيجابية، بأملٍ، برجاء، اجتهد في دراستك، ووسِّع من شبكتك الاجتماعية، وهذا -إن شاء الله تعالى- يكون فيه خيرًا كثيرًا بالنسبة لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً