الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني الاكتئاب والقلق والخوف والوساوس

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اكتئاب وقلق وخوف ووساوس منذ 3 سنوات، بدأت بأخذ العلاج من السنة الأولى، أخذت أنافرنيل 25 حبة في الصباح وحبتين في المساء، أحسست ببعض التحسن، وبعد مرور 6 أشهر أصبت بانتكاسة، ورفع لي الطبيب الجرعة إلى 75 حبة في الصباح وأخرى في المساء، لمدة 10 أشهر، وأحسست بتحسن جيد، بعدها ذهبت إلى طبيب آخر لظروفٍ، وقال إني أراك جيدا، فبدأ بتدريج الجرعة إلى 25، وبعدها أصبت بانتكاسةٍ، فرجعت إليه وأعطاني أنافرنيل 50، وكزانكس نصف حبة في الصباح وحبة في المساء، لكن لم أتحسن كثيرا، ثم أعطاني سيروبلكس20، حبة في المساء، أحسست بتحسن لمدة 5 شهور.

ثم اقتربت العطلة الصيفية، وكنت أستعد للسفر، لأني في بلد الغربة، وفجأة جاءني خوف شديد وقلق، فلم أستطع أن أتحمل، كنت فرحانة لأني سأرى أمي، لكن كل شيء ذهب، ثم سافرت ولكن لم أعد أحس بالفرحة مع أمي، ذهبت إلى طبيب نفسي فوصف لي فليوكست 20 حبة مرتين في اليوم، أخذته لمدة شهرين لكن دون تحسن، لا أدري كيف مرت العطلة الصيفية؛ لأنني لم أستمتع بها!

رجعت إلى بلد المهجر، فذهبت إلى طبيب فوصف لي مرة أخرى أنافرنيل 75 مرتين في اليوم، أخذته لمدة شهرين، فشعرت بتحسن طفيف، والآن رجعت مرة أخرى إلى الطبيب للمراجعة، فأعطاني توفرانيل 25، حبة في الصباح وحبتين في المساء، ولكن أشعر بكهرباء في رأسي وجسمي.

أتمنى أن أجد إجابة شافية لحالتي. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالقلق والخوف والاكتئاب كلها أعراض تكون متمركزة في المزاج أو الأحاسيس، وبدرجة أقل من الوسواس، الوسواس قد يكون في الفكر، أو في المشاعر.

ماذا يعني هذا؟ يعني: إذا كنت قلقًا أو مكتئبًا أو خائفًا فإن إحساسك تتملكه هذه المشاعر، وتكون غير مرتاح، وهذا يفسِّر بدرجة كبيرة لماذا لم تفرحي عندما التقيت بوالدتك؟ لأن إحساسك ووجدانك كان في وضع غير مريح، في وضع الضيق، ولذلك لم تفرحي بوالدتك.

لا يُزعجك هذا، هذا ليس من صنعك، ليس بإرادتك، هذا غصبًا عنك، لأن مشاعرك في تلك اللحظات كانت محتلَّة -إذا صحَّ التعبير- بالضيق والقلق والخوف، فلا تنزعجي من ذلك.

الشيء الثاني: أراك تركزين على استعمال الأدوية، نعم الأدوية تُساعد كثيرًا في حالات القلق والاكتئاب والوسواس، ولكن لا تنسي العلاج النفسي، كثير من الدراسات أثبتت أن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي هو أكثر فعالية من الاعتماد على الدواء وحده أو الاعتماد على العلاج النفسي وحده.

لذلك أطلب منك اللجوء إلى معالج نفسي للجمع بين العلاج الدوائي وجلسات نفسية، إمَّا جلسات نفسية دعْمية تُساعدك في التغلب على ما تحسين به من ضيقٍ أو مشاعر، أو لتعلُّمك كيفية الاسترخاء النفسي، إما بواسطة الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بأخذ النفس العميق (الشهيق والزفير) أو أحيانًا بالعلاج السلوكي المعرفي.

دائمًا أنصح بمحاولة متابعة طبيب نفسي واحد، بقدر الإمكان، لأنه عندما تراجعين طبيبًا واحدًا فإنه يكون قد فهم المرض وقد فهمك أنت كشخصٍ؛ ولذلك هم أقدر في تغيير الدواء والتدخل في أي علاج آخر مناسب.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً