الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يحب السباحة في المسابح المختلطة .. فكيف أقنعه بتركها؟

السؤال

أنا متزوجة منذ سنة تقريباً، ولدي طفلة، وأعيش في ألمانيا، ومشكلتي مع زوجي أنه كل أُسبوع يريد الذهاب للسباحة في أحد المسابح المختلطة، التي فيها من المناظر ما تقشعر له الأبدان، ولو أنه ممن يغضون أبصارهم لما انزعجت، وهناك مسبح آخر للرجال فقط، ولا يريد الذهاب إليه؛ لأن هذا أجمل، ولقد نصحته كثيراً، وحذرته من عاقبة هذا، ولكنه لم يسمع، وبدأت أتشاجر معه كلما يريد الذهاب، ولا يسمعني أيضاً، وبدأ هذا يُشعرني بغيرةٍ شديدة، مع أني غير مقصرة معه من كل النواحي، ولقد كذبت عليه وقلت له أني ذهبت إلى هناك، ورأيت تلك المناظر فصدّق وانزعج كثيراً، وكان مقرراً الذهاب، وعندما قلت له هذا لم يذهب، ولكنه سيعود للذهاب لأني أعرفه، فهو ممن يتمتعون بالتفرج على النساء، وهو يقول أنه يحب أن ينظر للنساء، وهذا لا أستطيع تحمله، فلا النصيحة أجدت، ولا الكلام الطيب أجدى.
هل من حلٍ آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في ‏موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهدي ‏زوجك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يعينه على غض بصره واحترام مشاعرك، والخشية منه ‏سبحانه.‏

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المحزن حقاً أن يكون هذا تصرف وسلوك شخص متزوج ولديه ‏طفلة، فهذا فعلاً مما يدعو إلى الحزن والحسرة، وخيبة الأمل، ولكن ليس أمامنا إلا أن نقول: اللهم ‏أجرنا في مصيبتنا وارزقنا خيراً منها.‏

وأقول لك أختي الكريمة: واصلي النصح والتذكير بالله، وبيان خطورة عواقب هذه المعاصي، ويمكنك ‏الاستعانة ببعض الدعاة لديكم، خاصةً الخطيب؛ ليذكر حكم هذه التصرفات بطريقةٍ غير مباشرة، ‏لعل وعسى أن يرتدع زوجك ويقلع عما هو فيه، وعليك مع ذلك بالصبر والدعاء، ومزيداً من ‏الاهتمام بنفسك وأناقتك، والتفنن في إغرائه وإثارته، لعله يرتدع عن غيّه وتصرفاته المخجلة.‏

حاولي ولا تيأسي، ولا تتوقفي عن استغلال كل فرصة مناسبة للدعوة والتذكير، مع مراعاة عدم الملل ‏أو سوء استغلال الفرص المتاحة، وإياك والتطاول عليه، أو توبيخه وتعنيفه؛ حتى لا يحاول استغلال ‏ذلك ضدك، وإنما احرصي كل الحرص على اختيار العبارات الراقية المؤدبة التي تُقيم الحجة ولا تجرح ‏المشاعر، مع الاهتمام بنفسك، والدعاء، والصبر.

واعلمي أن الباطل عمره قصير، وأنه دائماً إلى زهوق وانتهاء سريع وعاجل، فعليك بالصبر الجميل.‏

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، والله ولي الهداية والتوفيق.‏

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات