الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام شديدة في البطن مصحوبة بحرارة مع كثرة التبول، فما هي مشكلتي، وما سبب آلامي؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على موقعكم هذا، ولدي استشارة طبية نسائية.

أنا متزوجة، وعمري 45 سنة، لدي 3 أطفال، وأنجبتهم جميعا بولادة قيصرية، وآخر عملية كانت: 2010، كانت دورتي في السابق منتظمة، تأتي كل 25 في الشهر، ولكن بدأت أعراض غريبة تظهر عندي منذ أول يوم، وعدم انتظام للدورة، حيث نزلت في تاريخ: 20/8، وكانت متقدمة بخمسة أيام عن موعدها، وبقيت يومين على غير المعتاد.

وعندي ألم غير طبيعي في الجهة اليسرى، حتى بدأت أشك أنه ألم المبيض، واستمرت الآلام معي، مع اضطرابات بالتبرز، فقد بدأ يحصل عندي إمساك وغازات في البطن، بعدها نزلت في يوم 15/9، والآلام مستمرة في الجهة اليسرى، مع الإحساس وكأني حامل، وشعور بالغثيان، وبقيت يوما ونصف، مع كمية دم قليلة، وأحس وكأن شيئا يضغط على المثانة وكأني حامل، مع كثرة التبول.

وفي الشهر الذي بعده نزلت في تاريخ: 12/10، مع استمرار الآلام جهة اليسار، وشعور بالحرارة داخل المهبل، وبقيت الدورة يوما واحدا مع كمية دم قليلة جدا، وبدأت أحس وكأنها سكين في الرحم.

وقد أصبحت لا أطيق الجماع؛ لأنه يسبب ألماً وحرارة داخل الرحم والمهبل، وقد بدأت حالتي تسوء، ولا أعرف مصدر الألم وثقل بالبطن، بعدها نزلت يوم 9/11، وكانت أيضا دم قليل جدا، وبقيت يوما واحدا، مع ملاحظة أن لون البول أصبح داكنا وفيه دم، فراجعت أطباء القولون والمثانة، وقالوا بأن كل شيء سليم، والمشكلة نسائية، والدم الذي في البول من الرحم.

المهم أني راجعت الطبيبة النسائية، وعملت عدة تحاليل، وقالوا بأني سليمة، ولكن عند أخذ مسحة من جدار الرحم قالوا بأن الرحم سميك، كما أن اختبار مسحة البكتريا ظهر سليما، ولكن عندما فحصت بالسونار قالوا لي: بأن هناك دم وماء تحت جرح العملية، وأعطوني دواء للالتهابات، وقد شكوا بأن لدي التهابات في المبيض، لأني أحس بحرارة في الجهة اليسرى أثناء الفحص، ولم تنفع، بعدها قرروا أن يعملوا منظارا للبطن لشكهم بوجود بطانة رحم مهاجرة، ولكن الطبيبة لم تجد سوى غرز العملية وقامت بإزالتها، وقالت بأن شكل الرحم غير طبيعي، وكروي، وقريب من المثانة، وعلى جدار المثانة كان هناك أوردة دموية، حتى أنها قالت بأنها خافت من لمسها منعا لحدوث نزيف.

والآن أعطوني حبوب منع حمل على اعتبار أنها تساعد على عدم نشاط الرحم لمدة 3 أشهر بدون توقف، وقد مضى علي شهر تقريبا وأنا أستعملها، ولا يوجد تغيير، أحس بطني منتفخا، والرحم ضاغط على المثانة، وأحس بمكان الجرح كأنه سكين حادة فيه، ولا أستطيع ممارسة الجماع من شدة الألم والحرارة الداخلية.

أرجوكم حالتي النفسية متعبة، فأنا لا أعلم مصدر الألم؟ ولا أعلم ماذا يحدث معي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lamyaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم -أيتها الأخت الفاضلة-، قد تكون المشكلة عندك ناتجة عن وجود بطانة الرحم الهاجرة، فهذا وارد جدا بسبب الأعراض التي تشكين منها، وبسبب ما ظهر من خلال التنظير الحوضي، لكن يجب دوما نفي كل الأسباب الأخرى المحتملة للألم الذي يحدث عندك، خصوصا وأنه يترافق مع أعراض متشعبة وغامضة.

لذلك أقول لك: يجب أن يتم عمل تقييم جيد للحالة عندك من قبل أكثر من أخصائية، وما تم عمله غير كاف، فيجب عليك:

1- التأكد من عدم وجود مشكلة في الجهاز الهضمي (خصوصا القولون)، ولذلك يجب عمل تحليل للبراز عادي، وتحليل آخر للبحث عن وجود الدم في البراز، ثم يجب أن يتم عمل تنظير للجهاز الهضمي بعد ذلك.

2- يجب عمل فحص للبول (عادي وزراعة)، مع ضرورة عمل تنظير للمثانة أيضا.

3- إذا تم التأكد من أن الجهاز الهضمي والجهاز البولي سليمين تماما بالتنظير؛ فيجب عمل تصوير طبقي محوري أو تصوير بالرنين المغناطيسي للصدر والبطن والحوض، وذلك لنفي احتمال وجود أورام من أي نوع سليمة أو خبيثة –لا قدر الله- تكون هي السبب وراء كل هذه الأعراض.

4- إذا تبين بأن كل شيء طبيعي بالتنظير والتصوير؛ فهنا يجب عمل تنظير وتنظيف لجوف الرحم، لأنك ذكرت بأن البطانة سميكة، ثم يجب فحص عينة التنظيف في المختبر النسجي، مع عمل مسحة لعنق الرحم تسمى.

بعد الاطمئنان على نتائج كل ما سبق يمكن القول بأن السبب هو بطانة الرحم الهاجرة، وهذا المرض -أي بطانة الرحم- قد يتظاهر بأعراض كثيرة غامضة وغير واضحة، وقد لا يظهر دائما بشكل واضح ونموذجي خلال التنظير، كما أنه قد يصيب جوف الحوض والبطن وكذلك عضلة الرحم نفسه، مما يجعل الرحم يتضخم ويبدو بشكل كروي فيضغط على المثانة، وقد سبب الألم والحرارة أيضا مع الجماع.

إذا -يا عزيزتي- وبسبب غموض الأعراض عندك، وعدم وضوح مصدرها، فإنه يجب الاهتمام بالحالة أكثر، وأرى بأن الأمر يستدعي أولا نفي الأسباب الهامة كالأورام الخفية في أي مكان -لا قدر الله-، ورغم أن هذا احتمال ضعيف جدا، إلا أن الاحتياط والحذر واجب دوما في مثل هذه الحالات، ويجب عدم القول بتشخيص البطانة الرحمية الهاجرة إلا بعد نفي هذا الاحتمال.

أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً