الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعلم بنتائج صلاة الاستخارة؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 عاما، أكملت الثانوية. وطموحي أن أدرس الطب، ولكن وضع والدي المادي لا يسمح.

حصلت على منحة دراسية في رومانيا لدراسة الطب، ومن قبل كنت دائما أصلي صلاة الاستخارة وأدعو وأستغفر كثيراً، وكل شيء تيسر إلا الأمور المادية.

وصرت أتساءل؛ صليت الاستخارة ويسر الله كل أموري فلماذا لم تتيسر الأمور المادية؟ أنا واثق بأن الله سوف يتمها على خير، وأملي في الله كبير، ومتفائل جداً بأنها ستتم على خير -بإذن الله-.

سؤال آخر: صليت الاستخارة لأجل موضوع معين، وهذا الموضوع محبب إليّ كثيراً، فكيف أعلم إذا لم يكن فيه خير؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال.

ما يختاره العظيم للإنسان أفضل مما يطلبه الإنسان لنفسه، ولو كشف الحجاب لما تمنى الإنسان إلا ما قدره الله له، وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه: كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار. وفي هذا دليل على كمال رضاهم بقضاء الله وقدره.

ومن هنا فنحن ننصحك بأن لا تتضجر ولا تتسخط، واعلم أن الاستخارة لا تعني أنه لن تحصل عقبات أو صعوبات، ولكن تعني أن الإنسان قام بما عليه شرعا، والمسلم يبذل الأسباب، ثم يتوكل على الوهاب.

والاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ومن بركات الاستخارة ومعانيها الجميلة قول المستخير: (ثم رضني به)، فقد يقدر للإنسان الخير ولكنه لا يرضى، وبهذه الطريقة لن يشكر ولن يسعد ولن يرتاح، وكذلك قول المستخير: (اصرفني عنه واصرفه عني)، فقد يقدر القدير لعبده ويحرمه من الشر لكنه يظل متعلق متحسر، وهذا أيضا لا يسعد ولا يرتاح.
وننصحك بأن ترضى بما قدره القدير لتكون أسعد الناس.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتسلح بالصبر فإن العاقبة لأهله، واعلم أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، واجتهد في الدعاء، وأصلح ما بينك وبين الله ليصلح الله لك الأحوال.

ونسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن جميل

    جزمم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات