الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما دخلت في عمل تأتيني مضايقات من الزملاء، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي: أنا آنسة، وسني سبعة وثلاثون عاما، متخرجة من الجامعة منذ مدة اثنتي عشرة سنة، وكل ما أبحث عن وظيفة وأعمل جهدا كبيرا؛ للحصول عليها، وبعد أن أوفق فيها وأحصل على هذه الوظيفة، وأعمل بها؛ أجد هناك أشخاصا يتقصدونني، ويقومون بإزعاجي في العمل، وإثارة غضبي كل يوم لدرجة عدم التحمل؛ مما يضطرني إلى ترك العمل الذي بذلت مجهودا كبيرا في الحصول عليه.

هذه المضايقات تأتيني من نساء ورجال، وأنا بطبعي اجتماعية، ولا أقوم بأي شيء مستفز لهم، ولا أؤذي أحدا أو أزعجه عندما أعمل، بل تكون علاقاتي مع كل الناس طيبة، وعندما أخرج من العمل أحس بندم شديد؛ لتركي لهذا العمل خصوصا في هذا الوقت التي أصبحت فرص العمل قليلة، وأعيد الكرّة، ومشقة البحث عن عمل مجددا، ثم أوفق في إيجاد عمل، ثم يظهر لي أعداء في العمل يقومون بمطاردتي كل يوم، وخلق المشاكل لي، وإزعاجي إلى درجة عدم التحمل، وأضطر مجددا إلى الخروج من العمل وتركه، وأعود إلى نفس الدوامة بدل أن أحافظ على عمل مثل من هم في سني، فتجدني مثلا اليوم، وفي هذا السن أبحث عن عمل الآن، وخائفة إن وجدت عملا وفي هذا السن من الوقوع في هذه المشاكل التي أنوي التخلص منها، والاستقرار في عمل أحبه مثل باقي زميلاتي.

كيف لي أن أتصرف في حالة ما حصلت لي نفس المشاكل، ووجدت مضايقات وأعداء في العمل؟ وكيف التعامل معهم والعمل في مثل هذا الجو المشحون؟ لأنني لا أستطيع أن أعمل في هذا الضغط؟ لكي أحافظ على عملي، وأكون مستقرة فيه بدل العودة مجددا إلى البطالة بسبب هذه المشكلة؟

أرجو مساعدتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به، فإننا كنا نود أن تحدثينا عن أسباب تلك المشاكل؛ لأن الكلام كان مبهما، ولذلك سنجاوبك -أختنا- من خلال المعطيات التي أمامنا بصورة عامة، وذلك في النقاط التالية:
أولا: دعينا نتحدث معك بصراحة -أختنا الفاضلة- فالمستشار مؤتمن، لقد تحدثت أن كل عمل رحلت إليه حدثت لك نفس تلك المشاكل، وتعدد المشاكل مع تغيير الأمكنة يستوجب منك النظر في طريقة تعاملك أنت مع الغير، فقد تكون معاملتك أنت -أختنا- هي السبب، بالطبع نحن لا نعلم كيفية تعاملك مع الغير إلا أن الجميع لن يتفق على معاداة أحد، وعليه، فإن أول ما نلفت انتباهك إليه هو مراجعة طريقة المعاملة مع الغير.

ثانيا: قد ذكرت أنك اجتماعية، ولعل هذا سبب المشاكل التي تواجهينها، فكثرة مخالطة الناس، والتحدث معهم، وعدم الفصل بين الحياة الخاصة والعمل؛ قد يكون مؤذنا لمزيد من المشاكل.

ثالثا: لا يخفى عليك أن الناس ليسوا سواء، وحتما في كل مكان ستجدين الصالح والطالح، والخير والشر، وهذا ما ينبغي عليك التأقلم عليه قبل البدء في أي عمل.

رابعا: إننا ننصحك أن تجعلي بينك وبين من تعملين معهم حاجزا، ليس ضخما؛ حتى لا يملّوك، ولا غائبا؛ حتى لا يتجرأ عليك أحد.

خامسا: تجنبي القرارات الانفعالية، وابتعدي عن معالجة المشاكل بالهروب من العمل، واحصري المشكلة، واجتهدي في معرفة أسبابها، ومن ثم علاجها.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً