الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احمرار الوجه أصبح يشكل عائقا أمام طموحاتي وحياتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 21 سنة، أعاني منذ الصغر من الخجل الشديد، خصوصا احمرار الوجه، فمن أصغر موقف يحمرّ وجهي وأشعر بالإحراج، خصوصا أنني على وشك التخرج، وتخصصي الجامعي يحتاج الجرأة وعدم الخجل، حيث أدرس محام.

الآن أصبحت انطوائيا، أخاف من مخالطة الناس حتى الأصدقاء والأقارب والمناسبات العامة، كل هذا لأنني أخاف وأُحرج من احمرار الوجه.

لذلك أرجو منكم أن تصفوا حالتي وعلاجها، وقد سمعت عن بعض الأدوية وكذلك سمعت عن عملية جراحية لعلاج الخجل والاحمرار تُدعى "تدبيس العصب السمبثاوي" فهل تنصحوني بها؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدُ لله أنك تخرَّجت من الجامعة، ونلت درجة في القانون، ونهنئك على الإنجاز، وهذا يعني أنك بالرغم من وجود الخجل لم يعيقك من إكمال دراستك الجامعية وحصول هذا الإنجاز.

الخجل قد يكون جزءًا من سمات الشخصية، وهذا يمكن التغلب عليه بواسطة العلاج النفسي، هناك الآن مهارات نفسية كثيرة، تُكتسب من خلال التدريبات والتطبيقات النفسية، يستطيع الشخص عن طريقها التغلب على الخجل، وتقوية الثقة بالنفس، وتقوية الشخصية؛ ممَّا يجعله أكثر ثقة بنفسه ويستطيع أن يواجه معظم المواقف التي يتهرَّب منها أو الأشخاص الذين يتجنبهم لخوفه وخجله.

هناك الآن جلسات نفسية ومهارات نفسية يتم التدريب عليها من خلال المعالج النفسي، بجلسات مُحددة، وبأوقاتٍ معينة، وهذه -إن شاء الله تعالى- تؤدِّي إلى أن تتغلب على هذا الخجل، ويمكن في البداية أن تأخذ بعض الأدوية التي تساعدك على هذه الأشياء، ولكن لا أنصحك بالعملية الجراحية أبدًا، فهذه قد تكون لأشياء أخرى.

الخجل قد يكون سمة من سمات الشخصية، ولا بد من التعامل معه على هذا الأساس، هو ليس شيئًا عضويًا فقط حتى تعمل عملية جراحية، كتعديل مثلاً في الجهاز العصبي السمبثاوي، هذا هو التعامل مع العرض، وليس التعامل مع أصل المشكلة، فالمشكلة في الشخصية، وعلاج الخجل على هذا الأساس يمكن -إن شاء الله تعالى- التخلص منه، وأنت ما زالت صغيرًا، ومع اكتساب كثير من التجربة سوف تتغلب على الخجل، فلا تنعزل من الناس، وواجه حتى وإن وجدتَّ بعض الصعوبات، والموضوع كله إحساسك أنت، صدِّقني كثير من الناس لا يُلاحظون احمرار وجهك، ولكنك أنت الذي تحسّ بهذا الشيء، يجب أن تتعامل مع أحاسيسك أنت، واجه الناس، وتعامل مع أحاسيسك، واذهب إلى معالج نفسي لكي يُساعدك ويعطيك ويُدرِّبك على المهارات النفسية المطلوبة.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً