الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض الذهان، فهل الأدوية الموصوفة لي مناسبة؟

السؤال

أنا شاب عمري 36 عاما، أصابني قبل4 سنوات مرض الذهان، حيث في بداية الأمر كان شريكي في العمل يتسمع مكالماتي بعدها أصبحت أشك أنه قام بوضع أجهزة تنصت في بيتي، وتطورت معي الحالة حتى أصبحت أشك في أهلي، بعدها أخذني أهلي إلى المستشفى حيث أخذت حقنا ومكثت 12 يوما، وبعدها أخذت دواء رسبردال لمدة عام، ولكنه سبب لي حركات في الأطراف، ثم أخذت دواء سيماب، وأنا منذ 3 سنوات أستعمل دواء ليبونكس، هل الأدوية الموصوفة لي أدوية مناسبة؟ هل ما أعاني منه هو الفصام؟ متى يمكن أن أتوقف عن أخذ الدواء؟

مع العلم أني توقفت عن أخذ الدواء بعد عامين من أخذ اليبونكس حيث أصبح عندي أعراض مشابهة لجنون العظمة، حيث أصبح عندي ثقة عمياء في النفس، وأصبحت أنفق بدون عمل أي حساب وأدخل في مشاريع فاشلة، وارتفعت نبرات صوتي.

بعدها عدت إلى الدواء، أي توقفت فترة شهرين فقط قبل إصابتي بـ 12 سنة تعاطيت أربع سجائر من المرجوانا، فهل لهذا علاقة بمرضي؟ وعندما كان عمري 13 سنة أدمنت (التنر) فترة أشهر، فهل لهذا علاقة بمرضي؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: مرض الذهان مرض عقلي، وقد تكون أعراض العظمة من أعراض الذهان، وتعاطي سجائر الحشيش قد تؤدي إلى نوع من الذهان، ولكن إذا توقفت عن التعاطي فهذه الأعراض تزول، وعادة عندنا قانون إذا كان هناك شك في أن الأعراض الذهانية قد تكون ناتجة من مواد مخدرة مثل الحشيش، فيجب أن يتوقف الشخص ويترك للملاحظة لمدة شهر كامل، في هذا الشهر يتوقف تماماً عن تعاطي الحشيش، فإذا زالت الأعراض الذهانية، فهذا يدل على أنها ناتجة من تعاطي الحشيش، أما إذا استمرت بعد الشهر، فهذا قطعاً يدل على أنها ليست من تناول الحشيشة، وإنما لأسباب أخرى.

كما ذكرت أنك تناولت الحشيشة قبل 12 سنة فهذا غالباً يثبت أنها ليست لها علاقة بتعاطي الحشيش، هذا من ناحية.

اللوبنكس طبعاً من الأدوية المفيدة جداً للاضطرابات الذهانية، وتستعمل عادة عند الاضطراب الذهاني الذي لا يستجيب للأدوية الأخرى، أو إذا كان له آثار جانبية تنتج من الأدوية الأخرى كما حصل لك من الرزيبريدال، ولكن لا أدرى هل نصحك الطبيب أم لا؟ ولا أدري ما هي الجرعة الآن التي تتعاطى من اللوبنكس؟ ولكن يجب أن تفحص كريات الدم البيضاء بانتظام؛ لأن عند بعض المرضى نسبة 5% يحصل لهم تكسير في كريات الدم البيضاء، ويعرف هذا بالفحص المستمر لكريات الدم البيضاء أسبوعياً لمدة 51 أسبوعا.

في حالة أن عدد كريات الدم البيضاء كانت أقل من 3500 فيجب عليك التوقف عن تناول اللوبنكس ومراجعة طبيب فوراً، أما في حالة أن كريات الدم البيضاء تكون 3500 أو أكثر فيمكنك الاستمرار في اللوبنكس، وغير ذلك اللوبنكس مفيد جداً وفعال، أما المدة فتعتمد على أعراض ومدة الاضطراب الذهاني، وحدوث انتكاسة عند التوقف أم لا، وغالباً إذا حصلت أو رجعت الأعراض بعد التوقف من الدواء، فإذاً يجب عليك أن تستمر في الدواء لفترة طويلة غير محددة، وقد يكون إلى بقية العمر، مع المراجعة والمقابلة المنتظمة للطبيب، وإجراء الفحوصات اللازمة لكريات الدم البيضاء.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً