الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النحافة الشديدة واضطراب الدورة وقلتها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما, وزني 43 كغم، وطولي 160 سم, أتتني الدورة الشهرية أول مرة وعمري 11 عاما, في أول سنة ونصف كانت الدورة تأتي كل 3 شهور مرة, ثم كل شهرين مرة، ثم انتظمت بعد ذلك, ولكن حينما كنت في الثانوية العامة، أي عندما كان عمري 17 عاما، طوال هذه السنة الدراسية كانت تتأخر دورتي عن موعدها من يومين إلى أسبوع, وفي فترة الامتحانات النهائية وحتى صدور النتيجة خلال 3 شهور، كانت الدورة تأتي ضعيفة جداً لا تتجاوز بضع نقاط في اليوم.

في تلك الفترة نزل وزني حتى أصبح 39 كغم, ذهبت إلى الطبيبة، وبعد الفحوصات التي طلبتها قالت إن السبب هو النحافة الشديدة، وأعطتني فيتامينات لفتح الشهية, وعاد وزني إلى ما كان عليه 43 كغم، وعادت الدورة كما كانت منتظمة, وقبل عام عندما بلغت 19 عاما حصل الشيء نفسه, كانت الدورة ضعيفة جدا لفترة ثلاثة شهور، وذهبت إلى الطبيبة، وأخبرتني بأن المبايض سليمة، ولكنني أعاني من التهاب بسيط في البول, فكتبت لي الطبيبة الدواء المطلوب, وطلبت بعض الفحوصات في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة إذا كانت الدورة ضعيفة في المرة التالية, لكن الدورة كانت جيدة كما السابق, ولم أقم بالفحوصات, وظلت الدورة منتظمة, ومنذ 3 شهور لم تأت الدورة إلا ضعيفة جدا, فما السبب في ذلك؟ وما هو الحل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وزن 43 كجم يمثل نحافة شديدة، ومعدل كتلة جسمك تساوي 16.7، والمفروض أن تصل إلى ما فوق 19، والوصول بالوزن إلى ما بين 55 إلى 60 كجم، لأن النحافة مثل السمنة تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني نتيجة ضعف التبويض، ونقص هرمون بروجيستيرون، وضعف بطانة الرحم، مما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، ونزولها في صورة نقط، وغيابها لأكثر من ثلاثة شهور.

ولذلك من المهم فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، وفحص صورة الدم CBC، وفحص هرمون الحليب prolactin، والهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، وعمل سونار على الرحم وعلى المبايض، لأن الكسل في وظائف الغدة، وفقر الدم، والنحافة الشديدة، أمراض تؤدي إلى مشاكل في الدورة الشهرية، والضعف العام والهزال.

والعلاج الأساسي لحالتك يكمن في زيادة الوزن، وضبط التوازن الهرموني، وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر، والمعجنات، ومشروب التمر، مع الحليب، وقطع العجوة، مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة، والسمسم، والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، ومشروب الحليب مع قطع الموز مريح للمعدة، ويفيد في زيادة الوزن، بالإضافة إلى تناول البروتين الحيواني، مثل: اللحم المفروم، والدجاج، والسماك، لزيادة الكتلة العضلية، وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله-.

ولإعادة تنظيم الدورة، ووقف التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، يمكنك تناول حبوب منع الحمل مثل كليمن أو ياسمين لمدة 3 إلى 6 شهور، شريطاً كاملاً 21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، وهي تناسب الفتيات غير المتزوجات طبعا بغرض العلاج، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرص واحد مرتين في اليوم من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وفي نهاية تلك المدة، ومع تحسن الوزن في الشهور القادمة سوف يتحسن التوازن الهرموني، ويمكن عمل بعض الفحوصات مثل: FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE، ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE، فى اليوم ال21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض، خصوصا في منتصف الدورة، وعلى الرحم، ومتابعة الحالة مع طبيبة أو طبيب استشاري أمراض نسائية للمتابعة.

حففظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً