الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغدة اللمفاوية والمنتفخة أسفل الأذن اليمنى

السؤال

السلام عليكم.

منذ 5 سنوات بدأت الغدة اللمفاوية أسفل الأذن اليمنى بالانتفاخ، وكانت صغيرة جداً، وخلال 5 سنين تورمت وكبرت تدريجياً، ذهبت للطبيب لعمل فحص ثم عمل فحص دم وفحص الغدد قال: إن عندي هبوطا في عدد كريات الدم، والأورام حميدة، والهبوط بسبب التهاب، تم تشخيص حالتي أن عندي التهاباً مزمناً، ويجب أخذ مضادات لمدة 90 يوماً، قمت بأخذ المضادات ولم تذهب الغدد ولم يتغير شيء.

علماً أني أشعر أني لست بخير، وهناك أعراض تدل على أن عندي مشكلة صحية، مثل التعب وارتفاع الحرارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغدد المتحركة والموجودة خلف الأذن وفي أسفل الذقن وفي الإبطين وأعلى الفخذين وفي أماكن أخرى متعددة هي غدد ليمفاوية، وتمثل مع الأوعية الليمفاوية جزءاً مهماً جداً من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية قرب القلب؛ لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى؛ وبالتالي لكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.

من هنا إذا التهبت اللوزتان تجد هذه الغدد أسفل الذقن تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من اللوزتين, وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن أو التهبت الأذن الخارجة أو الوسطى نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود إلى حجمها الأصلي، ولا قلق من ذلك ولا ضرر.

هكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب فإن الغدد الأوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضاً، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيًا؛ حتى تصل إلى حجم محسوس وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.

لا يوجد في ذلك أدنى خطورة، وليس لها علاقة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان أو غيره، فلا قلق -إن شاء الله- وفحص صورة الدم قد يتغير مع الالتهاب، وتناول الدواء، ولذلك لا بد من إعادته مرة أخرى ولا يصح تناول المضاد الحيوي كل تلك المدة، وهو من الناحية الطبية غير صحيح إلا في بعض حالات تناول جرعات وقائية، مثل حالات الحمى الروماتزمية التي يعطى فيها المريض البنسلين طويل المفعول لسنوات، ويعطى الأطفال جرعات بسيطة من المضاد الحيوي ممن يعانون من ارتجاع في الكلى، وهذا أمر مختلف.

قد يؤدي تناول المضاد الحيوي مدة طويلة إلى نقص شديد في كرات الدم البيضاء، وبعد التوقف عن تناول المضاد يمكنك إعادة فحص صورة الدم مرة أخرى للاطمئنان، مع فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4 وتحليل بول وبراز وتناول العلاج ومقويات للدم حسب نتيجة التحليل. ويمكنك تناول حبوب ferose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد مرتين يوميا لتقوية الدم لمدة شهرين مع تناول كبسولة فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع، لمدة 8 - 16 أسبوعاً، لتقوية العظام مع شرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان.

وفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً