الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤدي القلق إلى تقلصات عضلية وحموضة في المعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أحب أن أشكركم على كل ما تقدمونه، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا متزوج ولدي ولد ولله الحمد، عمري 30 سنة، ووزني 70 كيلو، أعاني ولي أكثر من سنتين من كتمة عكرت حياتي، وسببت لي مخاوف كانت تأتيني، ومن ثم تزول تلقاء نفسها، ولكن حدث لي هذه السنة فجأة صعوبة في البلع، وخاصة في بلع الأشياء السائلة، كالماء والعصير والشاي، وأيضا حموضة وحرقان.

ذهبت لاستشاري الباطنية فوصف لي النكسيوم والدومبي، والحمد لله ذهبت الحموضة، والصعوبة في البلع تأتيني ولكن بشكل خفيف، وبعد الخوف صارت تأتيني في السيارة، وفي السفر كنت أعاني منها، من أي شيء سائل أحسه لا ينزل، بعكس الأكل تماما، وزادت علي الكتمة بشكل فظيع جدا.

رجعت للاستشاري وكلمته، وعمل لي فحوصات أشعة صدر، ووظائف تنفس، وتخطيط قلب، وتحاليل، والحمد لله كلها سليمة، لكن ظهر لدي عسر هضم، وجرثومة، وأعطاني أدوية، استمررت عليها مدة، ثم رجعت إليه فعمل لي تحليلا وقال: الحمد لله ذهبت الجرثومة.

قلت: يا دكتور ضيق التنفس أتعبني، وأعاني من صوت صفير من الحنجرة إذا ما دفعت الهواء بالزفير من خلال الحلق، فكتب لي دواء الدوجماتيل مع دومبي، وقال استمر عليه شهرا، وفعلا استمررت أول أسبوعين والحمد لله شعرت براحة كبيرة جدا في التنفس، ولكن بعد أسبوعين رجعت لي نفس الحالة، رجع ضيق التنفس.

طبعا قوة الدوجماتيل 50 ثلاث مرات في اليوم، ولجأت بعد الله لكم دكتور محمد عبد العليم، فقد تعبت من ضيق التنفس، وعملت أشعة، ووظائف تنفس، وتخطيط قلب.

أريد أن أعرف مما أعاني، صرت أخاف وأنا في الدوام أو في سفر من ضيق التنفس، وصرت لا أرتاح إلا في البيت فقط، إذا رجعت إلى البيت تخف ضيقة التنفس، وإذا نمت وصحوت من النوم أكون جيدا، لكني أجلس ساعات وتأتيني الضيقة، فهل هي من الحموضة؟ مع أني مستمر ولي أكثر من أربعة أشهر على الدومبي، وقد خفت الحموضة، ولكن سبب لي سرعة في القذف.

ما نصيحتكم؟ وما علاجي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك أخي الكريم على الثقة في استشارات إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف.

تفحصتُ رسالتك، وأستطيع أن أقول وأنا على درجة عالية جدًّا من اليقين أن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق قد لعب فيها دورًا، ويُعرف أن القلق قد يؤدي إلى تقلصات عضلية تُصيب أجزاء مختلفة من الجسم، وعضلات الصدر، وعضلات المريء، والجهاز الهضمي هي أكثر العضلات التي تكون عُرضة لهذه الانقباضات العضلية؛ ممَّا ينتج عنها أعراض مختلفة في معظمها تُشابه ما ذكرتَه من أعراض، أخي الكريم: هذه ناحية.

من ناحية أخرى: حتى تكون أكثر اطمئنانًا أرى أنه من الأفضل أن تذهب إلى أخصائي في الأمراض الصدرية، وإن احتاج الأمر يمكن أن يقوم بعمل منظار للجهاز التنفسي، وهذا من وجهة نظري سوف يُطمئنك تمامًا ويقطع الشك باليقين بصورة واضحة وجلية، بعد ذلك وبعد أن تطمئن لا تتردد على الأطباء، احسم الموضوع من خلال هذا الذي نصحتك به، وإذا قال لك أخصائي الصدر أنك لست في حاجة لمنظار للشعب الهوائية هنا يجب أن تقتنع بما ذكره لك.

أرجعُ مرة أخرى للجانب النفسي وأقول لك: إن القلق مستحوذ عليك، وحتى سرعة القذف أرى أن القلق ربما يكون لعب فيها دورًا، فيا أخي الكريم: من أفضل السبل التي تُعالج بها حالتك هي أن تمارس الرياضة، الرياضة تؤدي إلى تقلُّصٍ شديدٍ في التوترات العضلية، وحين يحدث هذا الاسترخاء العضلي تبدأ الأعراض في الاختفاء.

تطبيق تمارين الاسترخاء أيضًا مهم جدًّا، ويمكن لأحد أن يُدرِّبك على هذه التمارين، أو يمكن أن تتحصَّل عليها من خلال الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت، أو يمكن أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) وسوف تجد فيها الإرشادات المعقولة، هي مبسطة جدًّا، وتطبيقها أفاد الكثير من الناس.

بخلاف ذلك –أخي الكريم– لا تُوسوس حول هذا الأمر، واستعن بالله دائمًا، وأكثر من الدعاء، واحرص على أذكار الصباح والمساء، تُفرِّجَ الكرب والهموم والضيق، وتجعل الإنسان أكثر طمأنينة.

فيما يتعلق بالعلاجات الدوائية بعد أن تتأكد تمامًا، ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد مضادات القلق –قلق المخاوف– وهنالك أدوية أفضل كثيرًا من الدوجماتيل، عقار (زولفت) ربما يكون جيدًا ومتميزًا في هذا السياق.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك مرة أخرى على ثقتك في الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً