الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدنا يعاني من اختناق بسبب قصر لسان المزمار، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

والدي (60 عاماً)، لديه قصر في لسان المزمار، يتسبب له ذلك في حالات اختناق وانعدام تنفس أثناء النوم، (خاصة عند تناول الطعام مساءً)، وكاد يفقد حياته عدة مرات، حيث يستمر الاختناق لدقائق أحياناً.

زار والدي طبيباً في السابق وأوصاه بعدم تناول الطعام مساءً، وذلك ما يفعله والدي غالباً، ولكنها أصبحت تحدث معه أحياناً حتى وهو مستيقظ، ولم يتناول سوى شيء بسيط من الطعام.

أتوقع أنه لا يوجد علاج لهذه المشكلة، لكن اسألكم كيف نتصرف عند حدوث الحالة؟ وكيف يمكننا مساعدته على التنفس؟ هل هناك أداة أو تصرف معين؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تصفه من حالة اختناق هو ما ندعوه بنوبات انقطاع التنفس، وهو قد يكون انسدادياً في الطرق التنفسية، أو مركزياً يتعلق بمركز التنفس في الدماغ.

الوزن الزائد يزيد المشكلة، أو يجعلها تظهر، وخاصة حال النوم مع معدة ممتلئة، ولذلك لا بد من إيقاف وجبة العشاء والاكتفاء بتناول كمية قليلة من الفواكه، قبل فترة لا تقل عن ثلاث ساعات قبل النوم.

بالنسبة للسان المزمار فهو لا يكون قصيراً في مثل هذه الحالات، وهناك حالات مختلفة عن حالة والدك الكريم، يمكن فيها استئصال لسان المزمار جراحياً بشكل كامل، ومع ذلك لا يحدث اختناق، ولا حتى الشردقة (دخول الطعام والسوائل في الحنجرة أثناء البلع) حيث أن الحبال الصوتية تغلق عند البلع، وتعزل المجرى الهوائي عن مجرى الطعام، وبالتالي فالاختناق الذي يعاني منه الوالد بعد الطعام وليس أثناءه، وليس له علاقة بقصر في لسان المزمار.

لا بد من إجراء فحص جيد بالتنظير التلفزيوني للحنجرة، والطرق التنفسية العلوية (الأنف والبلعوم) والسفلية (الحنجرة وما بعدها، لتشخيص وجود انسداد أو كيس في هذه الطرق، حيث يكون العلاج جراحياً.

أما إن لم يكن هناك انسداد في هذه الطرق فالتشخيص هو انقطاع تنفس مجهول السبب، قد يكون بالسبب العصبي المركزي، ويلزم لتأكيده إجراء تصوير للدماغ بالرنين المغناطيسي النووي.

الحل الأفضل في مثل هذه الحالة وفي حال عدم إيجاد سبب واضح لهذا الانقطاع هو: تخفيف الوزن للحد المثالي، وعدم تناول وجبة ليلية من الطعام والنوم بوضعية نصف الجلوس.

كما أنه لا بد من وضع جهاز للتنفس كقناع يوضع على الفم والأنف أثناء النوم، ويعطى الهواء بضغط إيجابي، يجبر الطرق التنفسية على البقاء مفتوحة أثناء الشهيق والزفير ويسمح للتنفس العفوي بالاستمرار أثناء النوم.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة و العافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً