الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والخوف والفزع من كل شيء.. ساعدوني

السؤال

دائماً ما أشعر بفزعة في نفسي غريبة جداً، وشديدة جداً، على سبيل المثال: لو توهمت أن الباب طرق، أشعر بهذا الفزع، لو تأملت في إنسان، أو كانت بيني وبينه بعض المواقف، وحرك -ربما كتفيه- أشعر بهذه الفزع، ربما لو حرك يديه.

أعاني من الكتمان في كثير من الأحيان، أشعر أني لا أستطيع مواجهة الآخرين، خاصة كلما انحصرت المساحة بيننا، أشعر لو واجهتني مشكلة معينة أنني سأبكي كالأطفال، فأرجو منكم مساعدتي في ذلك، وأجركم على الله العلي القدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلم أن القلق هو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوه، والقلق الشديد والذي يعتبر مرضاً يعتبر عدو النجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحا ومنتبها لما يدور أمامه.

وهذا الخوف هو خوف وهمي تتخيله أنت من شدة التعب، أو القلق، أو مرت عليك حادثة مؤلمة جعلتك تتخيل كل شيء يحدث أمامك سيضرك ويتعبك، فلما يأتيك هذا الفزع والقلق، فلا تخف، واجعل إيمانك بالله قويا، ولا تفكر في الأمور المجهولة، ولا تشغل بالك بها.

ويجب أن تعلم أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة، وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتك وقواك، ويجعلك تركز تفكيرك على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلا من أن تركز في تفوقك، ونجاحك في الحياة.

حاول أن تواجه هذا الخوف بقوة الإيمان، وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنت تعيش حياة الفزع والخوف، فإنك ستظل تعيش أسيرا حبيسا للخوف طوال حياتك، وتفني عمرك في الأوهام، بادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، عش حياتك بعيداً عن التوتر.

أما فيما يخص تعاملك مع الآخرين، فهذا يتطلب منك التخلص من الخجل عن طريق الخطوات التالية:

1 - يجب أن تكون مقدراً لذاتك، دون المبالغة ودون التنقيص من شأن ذاتك.

2 - لا تستسلم للخجل، لا بد أن تكون لديك قوة الإرادة والتصميم على مواجهة الآخرين والاندماج معهم.

3 - واجه المشكلة، ولا تتردد في حلها؛ بل كن صلباً.

أما في ما يخص البكاء، فهذا راجع إلى عدم القدرة على حل المشكلة؛ فتلجأ إلى البكاء كحل سحري للمشكلة، ولكن الأفضل أن تبقى صامدا صابرا، عود نفسك الصبر والاحتساب! ولكن لا بد أن تعلم أن البكاء أحياناً يعتبر علاجاً للكبت والقلق، فلا بأس إذا فرغت مشكلتك بالبكاء حتى ترتاح، ولا تكتمها، فتتفاقم لديك، ويصعب عليك حلها فيما بعد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً