الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالوسواس بعد وفاة أبي، فما العلاج المناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أحب أن أشكركم على هذا الموقع المفيد الذي يشمل كل المجالات، وأحب أن أطرح سؤالي والذي يتعلق بما يحدث لي نفسياً في الفترة الأخيرة.

عمري 15 عاما، مات أبي منذ قرابة الشهر والنصف، فحدثت لي بعد ذلك الكثير من الأشياء الوسواسية، بعد وفاته بفترة قصيرة شعرت بضيق في التنفس وكأنني سأموت، فذهبت إلى المستشفى فقالوا لي: لا توجد علة عضوية ولكنها علة نفسية، وأعطاني زيرتك 10 مجم، وبعدها أصبحت أصاب بنوبات من الاختناق النفسي، والخوف والرهاب، فجاءني الوسواس بقتل أهلي الذي أعيش معهم، وقد أخافني شديدا، وبعد ذلك وسواس بأفعال إجرامية.

وجاءني شعور سيء جداً واكتئاب، ورهاب شديد، وقد راجعت العديد من الاستشارات التي شخصت بالوسواس، ووصف فيها أدوية كالبروزاك وزولفت والتي أخشى آثارها الجانبية المؤثرة على الذكورة، والمسببة بمشاكل في التنفس للذي لديه فيه وسواس في الأصل.

أرجوكم ساعدوني بحل دوائي ونفسي، ولكن بآثار جانبية قليلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن الكريم: وفاة شخص عزيز مثل الأب أو الأم يُصيب الشخص بحزن عميق وبكاء، وقد يستغرق هذا بعض الوقت، ولكن بعد ذلك طبيعة الإنسان النسيان، فينسى الإنسان آلامه ويرجع إلى حياته الطبيعية، ولكن في بعض الأحيان يمتد الحزن لفترة طويلة أكثر من المعتاد، وبدلاً أن يكون في شكل بكاءٍ يأتي في شكل اكتئاب نفسي، أو توترات، أو قلق، وهذا ما حدث معك.

كل الذي شعرتَ به من آلام جسدية وضيق التنفس ووساوس هو ناتج من حزنك العميق على والدك، وطبعًا أنت صغير السن، ما زال عمرك 15 سنة، ولا أدري إن كنت كبير العائلة أم لا، وأحيانًا هذا يُولِّد إحساسًا مضاعفًا بالمسؤولية، إذا كنت كبير الأبناء وتوفي والدك فتحزن على والدك من جهة، وتحسّ بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقك من بعده، وهذا يُضاعف الألم والتوترات، وأحيانًا يحس الإنسان أيضًا بزعل وغضب لوفاة شخص عزيز عليه، ولا يعرف ماذا يفعل بهذا الغضب وكيف يُعبِّر عنه، أيضًا يؤدي هذا إلى أعراض قلق وتوتر نفسي.

العلاج – يا ابني – في المقام الأول هو علاج نفسي، وهناك معالجون نفسيون متخصصون في علاج الأحزان الممتدة، وهناك طريقة معينة لعلاج الذين تمتدّ أحزانهم لفترات طويلة، وتكون أحزانهم أكثر من اللازم، وهناك جلسات نفسية مُحددة يستطيع من خلالها المعالج النفسي أن يجعلك تتخلص من الأحزان بطريقة طبيعية وبصورة منظمة، حتى تعود طبيعيًا.

العلاج في المقام الأول هو علاج نفسي، الحبوب والأدوية ما هي إلا مساندة، وأي نوع من الأدوية إذا أخذته يكون مساندًا للعلاج النفسي، ويكون بصورة مؤقتة، سواء كان البروزاك أو الزولفت أو أيُّهما، تأخذ أحدها بصورة منتظمة، وليس له تأثير سلبي على المدى البعيد على القدرات الجنسية وما شابه ذلك؛ لأنه سوف يتم التوقف عنه بعد فترة وجيزة، فكل شيء يرجع إلى طبيعته.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً