الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على ممارسة الجنس، والسبب رفض زوجتي لذلك، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرني ويسعدني أن أسألكم، أثابكم الله، راجيا من الله ثم منكم الجواب الشافي لمشكلتي، أسأل الله أن يعجل في حلها.

أكملت أسبوعا على الزواج، ولم أدخل على زوجتي إلى الآن بسبب شعور داخلي عن زوجتي أجهل وصفه، حاولت معها بشتى الطرق، حتى أنها اتصلت بأمها لترى مشكلتها، ولكن دون جدوى، وأمها كلمتني لتطمئني عليها، أو ربما كانت خائفة عليها.

تقول لي زوجتي: المشكلة ليست فيك، وربما هي مشكلة نفسية أو عين أو سحر، سافرنا خارج البلاد لشهر العسل، والنفسية كما هي لم تتغير.

أرجو منكم المشورة، والله يجزاكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما فهمت من رسالتك -أيها الابن الفاضل- فمحاولة الجماع لم تتم, وزوجتك ترفض مجرد الفكرة, أي لم يحدث أي تقارب جسدي بينكما, فإذا كان فهمي هذا صحيحا, فالمرجح هو أن يكون لدى زوجتك حالة رهاب الجماع، وهي حالة خوف شديدة من العلاقة الجنسية، سببها حالة نفسية أو معلومات خاطئة ترسخت في ذهنها.

هنا أنصحك بالبدء بخطوة إيجابية في العلاقة، وابدأ بمقاربة زوجتك حتى لو كانت رافضة نفسيا للفكرة, ولتكن المقاربات والملامسات في البدء في مناطق بعيدة عن الأعضاء التناسلية, كالمسح على شعرها مع ضمها بحنان، أو بمشابكة يديها مع مداعبة أطراف الأنامل, أو غير ذلك من الحركات اللطيفة التي تشعرها بالأنس والدفء، فإذا تقبلت زوجتك مثل هذه المداعبات, فاتجه نحو الخطوة التالية، وهي محاولة المداعبات الجنسية، ثم محاولة الجماع، ولتكن المحاولة بلطف شديد وبشكل متدرج, فإذا تقبلت ذلك, فهذا هو المطلوب, فبذلك يمكن التأكد على الأقل من أنه لا توجد مشكلة عضوية -بإذن الله تعالى-.

أما إذا نفرت ورفضت بشدة، فهنا يجب أن يتم عرضها على طبيبة مختصة للتأكد من عدم وجود سبب مرضي عضوي، كالالتهابات أو الحاجز المهبلي أو غير ذلك، وذلك قبل القول بأن الحالة هي حالة نفسية أو رهاب من الجماع .

فإن تأكد بأن لديها حالة رهاب, فسيفيد هنا إعطاء أدوية مضادة للرهاب والخوف، وهنالك الكثير من هذه الأدوية الجيدة والفعالة، ومنها (بروزاك أو سيلكسيا), والتي يمكن أن تخفف أو تعالج الحالة, لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيبة من أجل تحديد الجرعة المناسبة لجسمها.

أما إن كنت تشك أن بها عينًا أو مسًّا أو سحرًا فقد يكون هناك نوع من سحر الربط الذي لا يستطيع الزوج إتيان زوجته- وليس شرطا أن يكون بها هذا الأمر-، لكن لا بأس بإسماعها الرقية الشرعية لفترة لترى ماذا يحدث بعدها، والرقية الشرعية من القرآن والأذكار وهي مشروعة وفيها شفاء وهي تنفع ولا تضر، وهي من العمل بالأسباب.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً