الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني أن ألد ولادة طبيعية بعد الولادة القيصرية في حملي الأول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الدنيا والآخرة على ما تقدمونه لنا دون مقابل.

أنا سيدة متزوجة أبلغ مِن العمر 23 عاماً، أم لطفلة عمرها سنة وشهران، والآن حامل في الشهر الخامس، أنجبت طفلتي بعملية قيصرية مستعجلة بسبب ارتفاع ضغطي أثناء الطلق، وقد وصل حجم الرحم إلى 5 سم، بعد العملية القيصرية لم يعطني الطبيب أي مسكن، لأنهم لا يستطيعوا حتى ينخفض الضغط بعد ثمان ساعات، كنت أفقد الوعي وأستعيده ثم أعود إلى فقدانه مجدداً من شدة الألم.

قدر الله لي الحمل وطفلتي تبلغ من العمر تسعة شهور، أنا سعيدة بذلك لأنني لا أريد أن يكون فرق العمرٍ كبيرا بين أطفالي، لكنني خائفة من الولادة القيصرية مجدداً، سألت الأطباء وقالت لي الطبيبة الأولى أنني لن ألد ولادة طبيعة، وأخبرتني طبيبة أخرى بأنه يُمكنني أن ألد ولادة طبيعية إذا كانت الأمور طبيعية، علماً أنني لم أشتكي من شيء أبداً سوى ارتفاع الضغط، ولم يُشخص إلا في الشهر التاسع بعد السفر بالطائرة من الرياض إلى جدة، بعدها أعطتني الطبيبة دواء ألدوميت وانخفض ضغطي بشكل ملحوظ لكنه لم يختف، وفي نهاية الشهر التاسع في آخر خمسة أيام أعطتني الطبيبة الطلق الصناعي.

استفساراتي لكم هي:
1- هل يمكنني أن ألد ولادة الطبيعة؟

2- هل كانت الطائرة هي السبب في ارتفاع الضغط، ومتى تنصحونني بالسفر هذه المرة للولادة؟

3- هل الطلق الصناعي يسبب ارتفاع الضغط وزيادته؟

4- أحب أن يكون الفارق بين أطفالي من سنة ونصف إلى سنتين ، فهل هذا الشيء يضر بصحتي؟ وإذا كانت ولادتي القادمة قيصرية فكم أستطيع أن أُنجب من الأطفال؟

أسأل الله أن يرزقني الذرية الصالحة المُصلحة وكل من يريد، ويجعل فيهم البركة والهداية، وجزاكِ الله خيراً مُقدما وأسعدكِ في الدارين، وأتمنى طمأنتي فأنا قلقة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صوت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مسألة الولادة الطبيعية أو القيصرية تعتمد على متابعة الحمل في المرحلة القادمة، وإن كان من المستحب إكمال عام كامل على الولادة القيصرية حتى يتم الحمل الثاني؛ وذلك لإعطاء الفرصة الكاملة لألياف وعضلات الرحم للالتئام الكامل.

والولادة الطبيعية ممكنة ولكن تحتمل مخاطرة، ويقرر ذلك الطبيب المتابع للحمل بناء على حالتك الصحية وحالة الجنين، والعرف السائد طبيا في حال الولادة القيصرية الأولى فإن الولادات التالية تكون قيصرية أيضا لسلامة الأم والجنين.

وارتفاع الضغط ليس بسبب ركوب الطائرة، ولكنه جزء من حالة مرضية تتعرض لها السيدات الحوامل تسمى PRE-ECLAMPSIA، أو ما قبل تسمم الحمل هكذا تسمى، ولكنها ليست تسمم بالمعنى الحرفي للكلمة، ويصاحبه ارتفاع في الضغط، وتورم القدمين مع وجود الزلال في البول.

لذلك يجب الاهتمام بمتابعة الحمل، فقد يتكرر الأمر ويرتفع الضغط في هذا الحمل أيضا، وهذا يزيد من فرص الحاجة إلى قيصرية مرة أخرى حفاظا على الجميع.

ولا يؤدي الطلق الصناعي إلى زيادة الضغط بل لزيادة انقباض عضلات الرحم للمساعدة في الولادة الطبيعية.

وكما قلنا يجب أن يمر عام كامل على الأقل من تاريخ الولادة حتى يتم التفكير في الحمل التالي.

ولا قلق من إجراء العمليات القيصرية، فقد تتم خمس ولادات قيصرية دون قلق، والمباعدة بالطبع أفضل، مع الحرص على إجراء العملية في مركز متخصص أو مستشفيات على خبرة واسعة، ومتابعة الحمل ليس في قياس الضغط ولكن بتحليل البول، وفحص نسبة الزلال، وفحص صورة الدم، وقياس السكر في الأسبوع ال 24 من الحمل.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً