الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حكة شديدة تزداد عند شرب مشتقات الحليب، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ شهرين من حكة شديدة في الجسم كله، وبالأخص في الأطراف السفلية بدون ظهور احمرار، أو بقع، أو طفح جلدي.

قمت بزيارة الطبيب، ووصف لي دواء "aerius" لمدة 10 ايام، وفي نفس الوقت قمت بإجراء تحاليل للدم لمعرفة إذا ما كنت أعاني من أي نوع من الحساسية، ولكن النتيجة كانت سلبية بالرغم من تناول الدواء، ولم ألاحظ أي تغير، ولكني لاحظت مؤخراً أن الحكة تشتد إذا تناولت الأغذية المحتوية على اللبن أو مشتقاته، فما هو تشخيص حالتي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oumaima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ربما يكون ما تعانين منه –أختنا الكريمة- هو نوع من أنواع مرض الأرتيكاريا أو الشرى، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

- النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و ...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

- النوع المزمن، يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد نحو خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

أتصور أنك تعانين من النوع المزمن التقليدي؛ لأنه استغرق مدة أكثر من 6 أسابيع، ولا يوجد سبب مادي لحدوثة، وفي الغالب لا يوجد سبب محدد لهذا النوع من الارتيكاريا، فلا تقلقي، ولكن ربما يسبب بعض المأكولات التي تزيد من إفراز مادة الهستامين المسببة للحكة الأعراض الموجودة مثل ما ذكرت.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة عدد مرات تناول تلك مضادات الهستامين, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـ (Hydroxyzine 10 mg) مرة إلى مضادات الهستامين الحديثة إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, حتي يتم السيطرة على الحالة، ويمكن إضافة مضادات هستامين من فئة H2، أو استخدام بعض العلاجات المناعية أو البيولوجية الحديثة مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

أنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصلي مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتقييم احتياجك إلى بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهسيتامين التي من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً