الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من المشاجرة اليدوية!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 17 سنة، أخاف دائماً من المشاجرة اليدوية، وأكتفي بالمشاجرة الكلامية، وأحياناً أخاف منها أيضاً.

عندما أتشاجر مع أحد يجب أن أكون على إدراك أني سأغلبه، ولو أنا أمشي في الشارع وأحد ضايقني لا أهتم وأعمل نفسي لا أدري، ثم أفكر بعدها كثيراً.

كذلك مرة شخص مجنون دخل بيتنا، وكان يجب علي إخراجه ولكني خفت خوفاً شديداً أن أقترب منه بمفردي، وأعاني أحياناً من ضعف الثقة بالنفس، وأعاني من الخجل والخوف، وضربات قلبي تكون سريعة عندما أتحدث أمام مجموعة من الأشخاص، وأحياناً أحب أن أتعرف على أشخاص جدد، وأخجل كي لا أحرج نفسي، وأخاف من المواجهة في بعض المواقف، وأخاف جداً من المواجهة وجهاً لوجه! هل دواء لوسترال ينفع في حالتي؟ وهل يؤثر على دوالي الخصية لو استخدمته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن الكريم: ما زلت صغير السن، واعلم أننا لا نعيش في عالم مثالي، ولكن لماذا التشاجر؟ سواء كان التشاجر بالكلام أو باليد!

يجب عليك - يا ابني - تخيُّر الأصدقاء الطيبين الصالحين، الذين لا تدخل معهم في نقاش حادٍّ ولا في مشاجراتٍ كلامية أو مشاجرات باليد، وتجنب أصدقاء السوء بقدر المستطاع.

أنا أعرف أن هذا قد لا يكون مُتاحًا في أرض الواقع، وقد تتعرض لمواقف، ولكن كلما حاولت تفادي المواقف التي فيها مشاجرات كان من أمرك الشجاعة، وهذا ليس ضعفًا، بل بالعكس أراه قوة، فليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم-.

الشيء الآخر: طبعًا إذا تعرضتَّ لأشياء لابد منها -مثل شخص دخل إلى بيتك دون استئذان وطلبتَ منه أن يخرج- فطبعًا هذا مهم ويتطلب قوة شكيمة منك وحسماً للأمر.

واضح أنك تعاني من ضعف الثقة في النفس -كما ذكرتَ– ومن خجلٍ، وشيء من الرهاب الاجتماعي، مثل الكلام أمام مجموعة من الناس.

أخي الكريم: أنت تحتاج إلى علاج نفسي، هناك علاجات سلوكية معرفية لتقوية الذات، من خلال إعطاء مهارات سلوكية مُحددة، تقوم بتطبيقها بشكل متدرِّجٍ ومنضبطٍ، من خلال واجبات منزلية تقوم بأدائها، وتُراجع مع المعالج النفسي كل ما مرَّ بك خلال الأسبوع من مواقف وكيف تصرفتَ فيها.

تحتاج إلى عدة جلسات من هذا النوع من العلاج النفسي، والجلسة عادةً تكون ساعة كل أسبوع، قد تحتاج إلى عشر جلساتٍ أو أكثر، ويتوقف هذا على مدى تنفيذك التعليمات وتقيدُّك في العلاج، ويمكن الاستغناء عن الأدوية.

لا أدري سؤالك الأخير عن اللسترال، إنك تفكر في استعمال الدواء فقط أم لا؟ اللسترال لا يؤثِّر على دوالي الخصية، وقد يكون مفيدًا لحالتك، ولكن العلاج السلوكي المعرفي -كما ذكرتُ- يأتي في الأولوية الأولى، لأنك تعاني من بعض سمات الشخصية السلبية، وسمات الشخصية عادةً لا تتغير بالأدوية، تتغير بالعلاج النفسي، وكل هذا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي، بعد تقييم شامل لحالتك ووضعك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً