الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أشكو من غازات البطن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بخصوص موضوعي كامل من أول بدايته إلى آخر شيء حصل، حين كنت بعمر 16 سنة، وكنت أعاني في ألم في الخصية اليمنى ومرات نزول شيء أبيض بعد التبول، كنت فقط أعاني بما يخص المسالك البولية.

أهملت الأمر، وبعد فترة ذهبت وأجريت فحوصات بما يخص فحص البول، وفحص أشعة الخصية وكان كل شيء سليماً، ولكن أعاني من ألم حتى وصل الألم إلى فتحة الشرج.

أشعر بألم عندما أجلس فترة أطول، وبعد فترة -تقريباً وأنا بعمر 20- ذهبت وفحصت وعملت فحصاً سريرياً، وقال الطبيب بأن عندي التهاباً في البروستاتا، ولا أعرف هل هو صحيح أم لا، بدون أي اختبار للفيروس، مجرد فحص سريري! المهم أنه صرف لي المضادات الحيوية لمدة شهر، واستخدمتهم لمدة ثلاثة أشهر تقريباً.

بعد فترة من استخدام الحبوب والمضادات شعرت بألم وإسهال في الصباح متكرر مع الأعراض السابقة، وبعدها ذهبت للمستشفى؛ لأني أهملت الموضوع، بعد فترة شعرت بألم يزيد، وبدأت تظهر لي الغازات بكثرة.

اضطررت أن أسافر إلى تايلند لإجراء الفحوصات، وكنت وقتها بعمر 22 تقريباً، أجريت كامل فحوصات لجسمي، وقالوا بأن فيه التهاباً، والبروستاتا سليم، وكل شيء -ولله الحمد-، ولكن فقط عندي القولون العصبي والغازات، وكنت أعاني بشدة من الغازات، فقالوا بأنهم سيقومون بإدخال المنظار عن طريق فتحة الشرج، فقمت بإجرائها، وقالوا عندك غازات وقولون عصبي فقط، وصرفوا لي الدواء ورجعت إلى بلدي، ولكني أصبحت أشتكي من نفس الآلام كلها، ألم في فتحة الشرج عند الجلوس لفترة طويلة، وغازات بكثرة، وإسهال.

بعد أن انتهت الحبوب رجعت مرة ثانية وسافرت إلى المستشفى الذي عملت فيه فحوصاتي الشاملة؛ لأجل أن يصرف لي الدواء، فقاموا بعمل فحوصات الدم، وصرفوا لي الدواء نفسه لفترة طويلة بناء على طلبي، حتى لا أرجع مرة ثانية أسافر لأجل العلاج؛ لأني لم أجد نفس العلاج في بلدي، استخدمت الحبوب في المرة الثانية لمدة شهرين كاملين ونفس الألم بدون فائدة، وهذا كان في شهر 10 سنة 2014م.

بعد هذه المدة وبعد تلك المعاناة ذهبت إلى مستشفى خاص ببلدي وأخبرتهم أني أعاني من ألم في فتحة الشرج، وأعاني من إسهال في الصباح بكثرة وغازات، وصرف لي الطبيب مضاداً حيوياً، واستخدمته لمدة 20 يوماً تقريباً بدون تشخيص المرض إلا بعد فترة ظهر لي جفاف في الشفتين.

عاودت الذهاب مرة أخرى إلى مستشفى خاص، ولكن بعد قرابة 5 أشهر من ذهابي إليه في المرة الأولى وقابلت طبيبا آخر، وصرف لي أدوية أخرى تختلف عن أدويتي السابقة، وسأستخدمها 20 يوميا وبدون فائدة! فرجعت له مرة أخرى بعد شهر، وقال سنعمل لك أشعة وفحص دم خاص بالمعدة، وبعد عمل التحاليل المطلوبة قالوا الدم سليم، أما بما يخص الأشعة فوجد عندي حصوات مرارة صغيرة، وصرف لي أدوية أخرى -مضادات حيوية أعتقد-، واستخدمتهم لفترة شهر كامل، ولكن في تحسن من حيث الغازات والإسهال، ولكن عند تناول الحبوب وبعد شهر تقريباً من تناولها ظهرت لي علامات أخرى.

هذه المرة في الفم وهي جفاف شفتين، وهذا من قبل موجود، وأيضا رائحة في الفم تأتي مرات وتذهب، وأيضا تحول لون لساني إلى أبيض بشكل طفيف، وعند جلوس مع أصدقائي في مكان مغلق مثل الغرفة قبل النوم، أحسست أن بعض أصدقائي يأتيهم شيء كأنه زكام عندما أكون معهم.

حاولت أبعد نفسي عن الجميع، وكلما أجلس مع زملائي يشعرون بنفس الزكام، لكن ليس جميعهم، بل بعض الأشخاص، استمررت في التهرب لأكون وحيدا، ولا أعرف ما هذا المرض -عافاني يالله من كل الأمراض- وليس لدي أي معلومات صحيحة عن المرض حتى الآن! فعندما أذهب لمكان يقولون كلاماً غير كلام الآخر، ولا أعرف من منهم كلامه صحيح! وكل طبيب يصرف لي دواء على حسب المرض الذي يقوله لي.

أترك لك الموضوع لتحديد ما بي، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ماورد في الاستشارة فإنك قد عانيت من أمراض متعددة، وتم صرف عدة أدوية لك ولفترات طويلة أحيانا، وهذا الأمر (استعمال الأدوية المتكرر) لا بد وأنه قد أدى لتأثيرات سلبية على جهازك الهضمي والبكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء، لذا ظهرت بعد ذلك أعراض الغازات، وانتفاخ البطن، ورائحة الفم، وحسب ما ورد في الاستشارة يبدو حاليا أنك لا تعاني من مرض عضوي، أي أن جسمك طبيعي -والحمد لله-، ما عدا الشكوى من غازات البطن، ورائحة الفم، وهذه تتحسن بإذن الله باتباع نظام غذائي صحي وطبيعي، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة، والوجبات السريعة، والمشروبات الملونة، لذا ينصح بالاعتماد بصورة أساسية على الأطعمة المفيدة: كالخضار، والفواكه، والألبان ومشتقاتها، واللحوم وخاصة لحوم الأسماك، واللحوم الخالية من الدسم، وكذلك الحبوب: كالقمح، والخبز الأسمر، ومنتجات الحبوب، مع شرب العصائر الطبيعية والطازجة، والتخفيف قدر الإمكان من الدهون، والحلويات.

ينصح في هذا المجال بالقراءة عن الهرم الغذائي، واتباع النصائح الواردة في هذا الخصوص، ومن النصائح أيضا تناول ثلاث وجبات رئيسية يوميا، وبمواعيد منتظمة، وعدم إهمال وجبة الإفطار؛ لأنها من أهم الوجبات، ويمكن تناول وجبات خفيفة بين الوجبات مثل: قطعة فاكهة، أو عصير، أو مكسرات أو ما شابه.

ينصح بقياس الوزن بصورة دائمة، ومحاولة الحفاظ على الوزن المناسب، وأهم النصائح دائما هي محاولة الالتزام بمعدل يومي من الرياضة، وخاصة رياضة المشي أو السباحة إن أمكن، وبالنسبة لحصيات المرارة ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الجراحية لتقييم الحالة، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً