الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو بديل عقار الفافرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وفيما تقدمونه للمسلمين من نصائح وإرشادات، جعلكم الله ذخرا للأمة الإسلامية.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2308505)، وكان سؤالي حول الوسواس القهري وكيفية علاجه؟ ونصحتموني باستعمال عقار فافرين، وكانت النتائج مرضية، مشكلتي أن الكمية التي وصلت من السعودية لم تكن كافية لمواصلة العلاج المنصوح به.

سؤالي لكم: ما هو بديل الفافرين في الجزائر؟ وهل له نفس المواصفات؟ وهل يمكن استعمال عقارين معا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ djamel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم الفافرين هو الاسم التجاري، والاسم العلمي هو (فلوفكسمين)، من الأدوية الفعّالة في علاج الوسواس القهري، ولكن الوسواس القهري أيضًا يحتاج إلى علاج نفسي، علاج سلوكي معرفي، جنبًا إلى جنبٍ مع العلاج الدوائي، وأنا لستُ متأكدًا إذا كان هذا النوع من العلاج متواجدًا عندكم في الجزائر أم لا، وأحسبُ أنه موجود، فإذًا إذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي لأخذ جلسات للعلاج السلوكي المعرفي مع تناول العلاج الدوائي، فإنه يكون أفضل.

الشيء الآخر: لا أدري ما هي المدة التي تنوي الاستمرار فيها في تناول الدواء، إذا اختفت الأعراض في خلال ستة أشهر فيمكنك التوقف من الفافرين، وكما ذكرتُ قد يُوجد الفافرين في الجزائر تحت اسم تجاري آخر، لكن يمكن السؤال عنه تحت اسمه العلمي (فلوفكسمين)، وإذا ذهبت إلى الصيدلي وذكرت له الاسم العلمي فإنه قد يعطيك الدواء إذا كان يأتي باسم تجاري مختلف في الجزائر.

وإذا لم تستطع الحصول عليه نهائيًا فهناك أدوية أخرى مفيدة للوسواس القهري، ومن ضمنها الدواء الذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، والذي يسمى تجاريًا (بروزاك)، وأحسبه متوفرًا في الجزائر، فلوكستين، تبدأ بكبسولة عشرين مليجرامًا بعد الإفطار يوميًا، وعادة مفعوله يأتي بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين حتى يتم زوال الأعراض.

أنا دائمًا من المدرسة التي تفضل الاستمرار في تناول دواء واحد، ولست من الذين يُحبذون تناول دوائين أو أكثر، الاستمرار في دواء واحد هو الأفضل عندي، وحتى لو كان هناك تحسُّن جزئي من دواء واحد فيمكن زيادة الجرعة إلى الجرعة القصوى، ولنضرب مثلاً: إذا كان الفافرين غير متوفر والكمية التي لديك بسيطة فيمكنك إضافة الفلوكستين عشرين مليجرامًا وسحب الفافرين بالتدريج، أي يتم سحب ربع حبة كل أسبوعٍ حتى يتم التوقف عنه، أي: تستمر في تناول الفافرين والفلوكستين معًا لفترة شهرٍ، وبعدها تستمر في الفلوكستين لوحده، وإذا حصل تحسُّنًا جزئيًا مع الفلوكستين –بعد مرور شهرين–، فيمكن زيادة الجرعة إلى أربعين مليجرامًا، وأيضًا يمكن الزيادة حتى إلى ستين مليجرامًا –ثلاث كبسولات– وبعض المرضى يحتاجون لهذه الجرعة للتخلص من الوسواس القهري.

إذًا إمَّا أن تحاول أن تجد الفافرين، واسمه العلمي (فلوفكسمين)، وتستمر عليه حتى تتحسَّن أو حتى تزول الأعراض، ثم تتوقف عنه بالتدريج، أو تحاول الحصول على الفلوكستين وتستعمله مع الفافرين لفترة من الوقت، ثم تسحب الفافرين وتستمر على الفلوكستين لوحده، ومع كل هذا يكون من الأفضل لو استطعت أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً