الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي عطل حياتي ودراستي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري، والأفكار السيئة منذ خمس سنوات، فمثلا أخاف من رائحة العطر، لأنها لا تصح للمرأة، كما أني لا أتطيب، ولا أجلس على المقعد خوفا من أن يكون شخص ما جلس عليه وهو متعطر، ولا أغسل ملابسي مع ملابس غيري في الغسالة خوفا من العطر، وغيرها من الأفكار الأخرى السلبية.

ولا أستطيع مواجهة الناس، فلدي شخصية ضعيفة ومتوترة، وكثيرة الخجل جدا، كثيرا ما تأتيني أفكار سيئة أنه سيحدث لي مكروه أو مرض، أو أنني سوف أفشل في دراستي، هذه الوساوس عطلت حياتي ودراستي الجامعية، ففكرت في علاج بالعقاقير لها.

فما هو أفضل علاج لهذه الوساوس والأفكار السلبية؟ وكم الجرعة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال استشارتك واضح أن أكثر ما تعانين منه هو الوسواس القهري الآن، الأفكار المتعلقة بالعطر، وتجنب أي شيء له علاقة بالعطور، هذه أفكار وسواسية تتردد كثيرًا عليك، أفكار وسواسية وأفعال قهرية، أي أنك تعملين أشياء لتتجنبي هذا الوسواس، أو تُقللي من حِدَّته، أو تخففي من القلق المصاحب له.

أما ضعف الشخصية وكثرة الخجل فهذه إحدى سمات شخصيتك، ويمكن تغييرها بالعلاج النفسي، هنالك الآن علاج نفسي لتقوية الشخصية، وجعلها أكثر كفاءة وجُرأة في مواجهة المواقف.

أما الوسواس القهري الاضطراري فعلاجه بالأدوية والعلاج السلوكي المعرفي، ويُفضَّل الجمع بين الاثنين، وإذا كنت تُريدين العلاج الدوائي لعلاج الوسواس القهري الاضطراري فإن أحسن الأدوية الآن التي تستعمل هو ما يُعرف علميًا بـ (فلوفكسمين) أو يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، خمسين مليجرامًا، تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – بعد العشاء ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وذلك لتقليل الآثار الجانبية، ومعظم آثاره الجانبية تكون إمَّا عُسْرا في الهضم وآلاما في المعدة، ولذلك يتم تناوله بعد الأكل وبجرعة صغيرة، لأن معظم الآثار الجانبية تحصل في الأسبوعين الأولين.

ويبدأ مفعول الفلوفكسمين بعد أسبوعين، ويجب أن ننتظر شهرا ونصفٍ إلى شهرين حتى نحكم عليه بأنه أفاد أم لا، في خلال هذه المدة تزول معظم الأعراض، وبعد زوال الأعراض يجب الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف تدريجيًا بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، وبعد شهرين إذا حصل تحسُّن جزئي – أي زالت بعض الأعراض وما زال بعضها موجودًا ولم يكن التحسُّن بدرجة كافية – فيمكن زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا – أي حبة ونصف – وبعد أسبوعين آخرين إلى مائة مليجرام – أي حبتين – ويمكن تناولهما معًا ليلاً أو صباحًا ومساءً، وتستمري – كما ذكرت – في الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تُخفض تدريجيًا بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

والعلاج السلوكي المعرفي مهم، إذ يعطيك تدريبات ومهارات سلوكية في كيفية التعامل مع هذه الأفكار الوسواسية والأفعال الاضطرارية، ويكون أفيد – كما ذكرتُ – إذا تم هذا العلاج بالجمع مع العلاج الدوائي، وهذا يُقلل من حدوث الانتكاسة بعد التوقف من الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً