الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في إنهاء أمر خطبتي، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطبت ابنة قريبتي منذ 4 أشهر، وكنت متحمسا جدا، ومع الوقت تعلقت بي، وأنا كذلك تعلقت بها، لكن بمرور الوقت شعرت بأنها على قدر متواضع من الجمال، هذا الأمر هو الذي يجعلني غير مرتاح!

منذ أيام حصل بيننا خلاف في الرأي، وهي كلمتني بأسلوب غير مناسب، وغضبت مني. أنا أفكر بإنهاء الخطبة، لكن أخاف أن أظلمها؛ لأني متأكد بأنها متعلقة بي، أنا في حيرة من أمري، أشيروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأما الجواب على ماذكرت، فالذي ننصح به، أنه إذا كانت تلك الفتاة التي تقدمت لخطبتها ذات دين، وأخلاق، فلا شك أن دواعي الزواج بها طيبة، ومما تحبذه الشريعة، وستكون الخسارة كبيرة لو أعرضت عن الزواج بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري، والمراة المتدينة الصالحة فيها الخير والبركة لها ولزوجها ولأبنائها ولمجتمعها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" رواه مسلم.

أما عدم الارتياح لها الذي بدأ في نفسك بسبب ما رأيت من جمالها، فاعلم أن الجمال والقوام مما يطلبه الرجل من المرأة، فإن استطعت أن تتغلب على نفسك وترضى بها وعلى جمالها الذي رأيت، ويمكن أن تصلي صلاة الاستخارة، فإذا اطمأنت نفسك فتوكل على الله وستجد خيرا كثيرا، وأما إن كنت لا تستطيع أن تتغلب على نفسك وترى أن عليك حرجا ولن تطيب نفسك في العشرة معها، فلك الحق شرعا في تركها، وليس عليك حرج، واصبر وسيأتي الله لك بأجمل منها.

وأتمنى أن تعرف أن اللقاء بالخطيبة يعد حراما؛ لأنها مازالت امرأة أجنبية، ولا يحل اللقاء بها أو الجلوس معها إلا مع ذي محرم، وأرجو أن تترك ذلك، وأعلم أن الشباب ابتلوا بهذه العادة التي جاءتنا من أعدائنا كعادة دخيلة، ولا يرضاها المؤمن الصالح لأخته، وهكذا لا يرضونها لأخواتهم.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً