الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الخاطب بسبب عمله

السؤال

لقد تقدم إلي شاب عمره 24 سنة، ويعمل في معرض للأثاث المنزلي، ومعه شهادة دبلوم، وأنا معي بكالوريوس.

وهذا الشاب أنا أحترمه جداً؛ لأنه مؤدب جداً، لكن أهلي لم يوافقوا عليه بسبب عمله! ولكني أشعر بشعور غريب تجاهه، ولا أعلم ماذا أفعل! وأنا أريد أن أرتبط به حقاً، ولذلك أنا في حيرة من أمري! ماذا أفعل؟!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيمان صلاح حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن ديننا العظيم يحترم رأي الفتاة في رفيق دربها؛ وذلك لأنها سوف تعيش معه وحدها، ومن هنا جاء التوجيه النبوي للأولياء بضرورة أن يستأذنوا البكر، وجعل إذنها في صمتها؛ لأن الحياء يغلب عليها، أما الثيب ـ وهي التي تزوجت من قبل وعرفت الرجال ـ فلابد من أن تفصح وتبين رأيها بوضوح.

وعندما جعل الإسلام الولاية بيد الأب أو من يقوم مقامه إنما أراد مصلحة الفتاة والمحافظة على عفتها وحيائها، وليس للمتحابين مثل النكاح، فلا يجوز للولي أن يقف أمام رغبة الفتاة، وإلا كان عاضلاً، وليس أهلاً للولاية، ولا مانع من نقل هذا الحق إلى من بعده من الأخ أو العم، وهذا السبب المذكور لا يصح أن يكون سبباً للمنع من إتمام الزواج، وإذا كان هذا الشاب صاحب دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ميلاً إليه، فهذا هو الرجل المناسب.

وأرجو أن تتوجهي إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وتحاولي إقناع أقرب الناس إليك، كالوالدة مثلاً أو العمات والعقلاء من محارمك، وإذا علم هؤلاء برغبتك في الارتباط بذلك الشاب، فلا أظن أنهم يعترضون على رغبتك إذا تأكد لهم حرصك على هذا الشاب المؤدب. والشهادات العلمية إذا لم يكن معها خوف من الله، فلا تزيد أهلها إلا بعداً وضلالاً! والعياذ بالله.

وأرجو أن تجدي في أهل الخير من المحارم، والدعاة من يعينك على إتمام هذا المشروع، وليتهم يعلمون أن رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه) دينه وأمانته، ولم يقل شهادته، وجنسيته، أو ماله، وعقاره. ونوصيك بلزوم التقوى والتزود بالصبر.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به!

والله الموفق!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً