الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أسيطر على غضبي وأتفادى غضب أمي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، في 16 من العمر، أعاني من سرعة الغضب وفقدان السيطرة على أفعالي وأقوالي، وأمي امرأة غير متفهمة، وتظن أنها دائما على حق، وأحيانا تتصرف بغضب، وتبدأ الأمور دائما بالصراخ، فكيف أتخلص من كل هذا الغضب؟ وكيف أطيعها ولا أغضبها؟ فصراخها يجعلني أغضب وأكره كل شيء، حتى أنني أكره أن ألبي طلبها، لأنني أشعر بأنها لا تريد مني شيء، وإنما هي تستمتع بالصراخ علي، فأقوم أنا أيضا بالانفعال، وأفقد سيطرتي على نفسي، وأقول لها ما لا يجوز.

أنا أشعر بالوحدة، فليس لدي أخوات في سني أستمتع بالعمل معهن، أصلي وأقوم بواجباتي الدينية، لكنني لا أحب أعمال المنزل، لذا تقوم بالصراخ والشتم، ولو طلبت مني باللطف لما رفضت، لكنها مباشرة تصرخ وتضرب، فأهرب، لأنني وببساطة أحب حياة الرجال، وأعمال الرجال، وأكره البقاء في البيت، فلا أجد ملجأ غير الانترنت والهاتف.

أعلم أنني مخطئة، وأعلم أن أمي تريد لي الخير، فهي على الرغم من أنها أحيانا عصبية، إلا أنها أحيانا أخرى تكون في غاية اللطف، وتتغير فجأة، وهذا ما يجعلني أشعر بأنها بوجهين.

أرجو منكم أن تنصحوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة.... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


اعترافك بأنك مخطئة في تصرفاتك مع أمك شيء جيد يساعدك على علاج ذلك الخطأ.
وما ذكرته من صفات فيك، وما تمارسينه من هوايات سبب من أسباب غضب أمك وتصرفاتها معك.

فالواجب على البنت أن تهتم بما يخصها من أعمال، ولا تتمني أعمال الرجال أو تمارسيها، فكل له خصوصيته.

لذا عليك:
- بالقناعة بكونك أنثى، ويجب عليك الوفاء بالتزاماتك كأنثى مع نفسك وأمك.

- القناعة بضرورة طاعة أمك مهما كان تصرفها خطأ؛ لأن حقها واجب عليك.

وأتوقع لو تعاملت معها بالاحترام وتطبيق التوجيهات وطاعتها لتغير تصرفها معك، خاصة أنك تصفينها باللطف والحنان أحيانا،
ولعل صغر سنك وانفرادك سبب من أسباب هذه التصرفات التي تشكي منها.

- أنصحك بالهدوء وعدم الغضب، فقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد أصحابه بقوله: (لا تغضب، قال زدني، قال ..لا تغضب)، ودربي نفسك على الصبر، (فمن يتصبر يصبره الله)، وعليك بالصمت حال كلام أمك، وتوجيهها لك، وإياك والرد عليها بالرفض أو بصوت مرتفع، أو بغضب، فهو من العقوق.

- إذا شعرت بالغضب عليك بالاستعادة من الشيطان الرجيم، والوضوء، والتسبيح، وقراءة القرآن، والصلاة، وغيرها من العبادات.

- وإذا كنت واقفة فاجلسي، وإذا كنت جالسة فاضطجعي، أو انتقلي من المكان إلى آخر، وهذا من أفضل ما يعالج به الغضب.

- وعليك بالدعاء بأن يصلح حالك ويرزقك طاعة أمك حتى تفوزي بالدنيا والآخرة.

- وفكري جيدا في أخطائك مع والدتك، وحاولي التخلص منها، واحرصي على البر بأمك حتى لا تصيبك بدعوة بسبب عقوقك لها تخسرين بها سعادة الدنيا والآخرة.


وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً