الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية و الإجتماعية صعبة بسبب تصرفات أمي!

السؤال

السلام عليكم..

أبلغ من العمر 24 سنة، أعيش مع أسرتي، أمي وأبي يعيشان معنا في نفس البيت، وهم شبه منفصلين منذ 7 سنوات، لا يتحدثان أبداً، وأنا على يقين أن أمي ترتكب الأعمال المحرمة خارج البيت، وعن طريق المكالمات الهاتفية، وبطريقة سرية، وأبي يعلم عن هذا الأمر ويتظاهر بأنه لا يعلم شيئا، وكأنه مسحور.

في الفترة الأخيرة جاء أحد الجيران وهو مخمور، وقال لي: أمك غير صالحة، إلى جانب بعض التصرفات اللوطية التي لا تعبر إلا على مستواه، فتعاملت معه بغلظة، واعتديت على كرامته بنفس الأسلوب، لكن في باطني لم أشعر بالغيرة، لأن ما يقوله صحيح، ولو تحدث عن شخص آخر من أسرتي كنت سأريه العواقب الوخيمة.

لقد نصحتها كثيراً، وانتقدتها بجميع الأساليب، حتى الجارحة منها، وهي كالعادة تغضب وتنكر ولا أستطيع فعل أكثر من هذا كونها أمي، كما أشعر أنها مريضة نفسياً، ولا تفعل غير الذي يقوله عقلها.

أنا أعيش في حالة من الإحباط واليأس وضيق الصدر الشديد بسبب ما تفعله، لا شك أن الكثير من الجيران يعلمون بأمرها، وخاصةً الشباب الذين هم في سني.

أصبحت أشعر بالحقد على الناس حتى على أصدقائي المقربين، وعندما أرى السعادة في عيونهم أول ما أتذكره هو أفعال أمي، خاصةً وأنني من النوع الكتوم، فأصبحت أكثر كتمانا وغموضا بينهم، وأصبح جميعهم ينفرون مني بسبب ضيق صدري المستمر.

لا أعلم ماذا سأفعل؟ وكيف سأسترجع كرامتي إذ أصبحت أخشى المواجهات مع العديد من سليطي اللسان؟

أعرف العديد من الشباب الذين يعيشون في مثل هذه الحالة، ويتكيفون معها، ويتصرفون كأن لم يحدث شيئا، حتى إذا انتقدوهم يعترفون بكل وقاحة، لكن أنا لا أستطيع ذلك، لأن كرامتي هي أغلى ما عندي، وأمي هي التي سلبتها مني بعد أن كنت أعتبرها أغلى شخص في حياتي، حقا أنا حزين جدا، ولم أتمن أن أعيش في مثل هذا الوضع، أنا في حالة صعبة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما وصفته من حال أمك وأبيك فعلا يندى له جبين الولد، ولكن طالما نصحت وأنكرت على أمك فقد فعلت ما يجب عليك نحوها شرعا، ويبقى عليك تنويع النصح وتكراره بعدة أساليب، لعل الله أن يصلحها.

وعليك أيضا إبلاغ أحد الثقات من أقاربها لو وجد فيساعدك في نصحها.

ما لم فتحمل الأمر واصبر على آثاره حتى يأتي الله بالفرج، خاصة وأنت كبير ورجل.

ويمكنك أن تستقل بالسكن عن والديك في مكان آخر، وتبتعد عن الحي إذا لم يكن عليك ضرر في ذلك.

وعليك بالدعاء والالتجاء إلى الله، والاستقامة على دينه، والمحافظة على الصلوات والعبادات، وقراءة القرآن، والابتعاد عن المعاصي حتى ينشرح صدرك، ويتقوى إيمانك، ويذهب ما بك من غم وهم وحزن.

فإن من أسباب إزالة الهموم قراءة القران وذكر الله والتسبيح والاستغفار.

اترك التفكير السلبي في حالك، وابحث عن جوانب الخير الموجودة في حياتك ونمها، وتفاءل خيرا بالمستقبل.

لعلك تبحث لك عن زوجة صالحة إن لم تكن متزوجا، وتنتقل إلى حي آخر للسكن معها، ولا بأس بزيارة والديك بين الحين والآخر لنصحهما والاطمئنان عليهما أداء لحقهما عليك.

الخلاصة: كن هادئا، ولا تكثر من تسليط الهموم والاحزان على نفسك حتى لا تتأثر بآثار سلبية نتيجة هذا التفكير والواقع الذي تعيشه.

ابحث عن رفقه صالحة تثق فيها تساعدك على تخطي هذا الواقع، تعيش معها وتتسلى بها.

انشغل بعملك أو دراستك، وخالط الصالحين، وابتعد عن كل من يؤذيك بقول أو فعل؛ حتى لا تكون عرضة لردود الأفعال غير الجيدة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات