الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفري الليلي سبب لي اضطرابا في توقيت نومي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 29 سنة، متزوج، وعندي ولد وبنت، وأعاني من مشاكل عائلية، ولكني أريد حلا لمشكلة الرهاب الاجتماعي والقلق التي تصيبني عند التحدث مع الأشخاص الذين لا أطيقهم.

كما أن النوم في النهار وعدم انتظام نومي الليلي هو مشكلة أخرى بالنسبة لي، فأنا أعمل سائق شاحنة نقل كبيرة، ومعظم سفري من محافظة إلى أخرى يكون ليلا، وهذا إيجابي نوعا ما، ولكن السلبي في عدم النوم في الليل عندما أكون في البيت، وللعلم فأنا أسافر في الشهر مرتين فقط، وباقي الأيام في البيت، وهذا ما يزعج في الأمر.

وقد سمعت عن دواء سرترالين بأنه جيد للرهاب الاجتماعي، ودواء ميرتازبين لنوم، فهل يصح أن أشرب سرترالين في النهار لعلاج الرهاب وميرتازبين لعلاج النوم في الليل قبل النوم؟ وكم الجرعة الموصى بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أعتقد أن الخوف أو الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه هو من الدرجة البسيطة، ولا أعتقد أنه يحتاج لتناول دواء مثل السيرترالين، وكل الذي عليك –أيها الفاضل الكريم– هو التخلُّص من هذا القلق من خلال المزيد من التواصل الاجتماعي، التواصل مع ذويك، مع أرحامك، مع الجيران، مشاركة الآخرين في مناسباتهم، الصلاة مع الجماعة في المسجد، وتحقير فكرة الخوف، هذا يكفي تمامًا من وجهة نظري ولا داعي لتناول السيرترالين.

بالنسبة لموضوع عدم انتظام النوم: ربما تكونُ لديك درجة عالية من القلق الداخلي، وهذا نشاهده كثيرًا لدى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، وهذا قد يكون هو السبب في افتقادك للنوم، كما أن طبيعة عملك والتي تتطلب السفر الليلي حتى وإن كان مرتين في الشهر، هذا قد يؤدي إلى نوعٍ من عدم الانتظام في الساعة البيولوجية التي تُنظِّم النوم.

عمومًا لا أرى أن لديك مشكلة كبيرة أبدًا، يمكن أن تتناول الـ (ميرتازبين) بجرعة نصف حبة ليلاً، هذا يكفي تمامًا، سوف يُحسِّنُ نومك، سوف يُحسِّنُ مزاجك، وسوف يزيل القلق بدرجة كبيرة، وحين يُزال القلق قطعًا موضوع الرهاب الاجتماعي سوف يقلُّ كثيرًا.

قطعًا حين تكون في حالة سفر يجب ألا تتناول الميرتازبين، لأنه دواء استرخائي، ويزيد من النوم، فأرجو أن تتناوله في الأيام التي لا تُسافر فيها، كما ذكرتُ لك الجرعة هي نصف حبة –أي 15 مليجرام فقط– وإن تناولته لشهرين أو ثلاثة هذا ربما يكون كافيًا جدًّا.

أخي الكريم: أيضًا حاول أن تُقلل من شرب الشاي والقهوة، لأنه من اطلاعاتي وحسب ما أعرف أن الأخوة الذين يُسافرون ليلاً –خاصة الذين يعملون في قيادة الشاحنات– ربما يتناولون شيئًا من القهوة أو الشاي بكثرة أثناء سفرهم.

على العموم: إن كنت من هؤلاء الذين يُكثرون في تناول الكافيين، فأرجو أن تحِدَّ من ذلك بقدر المستطاع، ومتى ما تُتاح لك فرصة الرياضة أيضًا حاول على الأقل أن تتمشّى، فهذا سيفيدك كثيرًا، وأرجو أن تحرص كثيرًا على أذكار النوم، فأذكار النوم تُساعد في أن ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم السليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً