الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدمرت حياتي بعد نعت زميلي لي أمام الناس..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الشكر الجزيل لكل القائمين على هذا الموقع، -جزاكم الله خيرا- وجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، طالب، وقبل سنة من الآن كنت مع أصدقائي ونعتني أحدهم بجملة (أنت لست رجلا) لا أعرف ماذا حدث لي، انقلبت حياتي رأسا على عقب، وتعرضت إلى نكسة قوية، بدأت أرتجف، ولا أستطيع المشي، وعانيت من قشعريرة الدبر، كنت أسمع الناس وهي تنعتني بالشاذ، ذهبت للطبيب النفسي ووصف دواء اولانزابين وباروكستين، بعد ثلاثة أشهر توقفت عن الدواء.

ما زلت أعاني من بعض الأعراض، لا أخرج من البيت حتى لا أتعرض لتلك المواقف، وإذا خرجت لا أستطيع الجلوس في المقاهي بسبب نظرات الناس، ولا أستطيع المشي أمام الناس، بسبب شكوكي في أقوال الناس وتأويلاتهم بأنني شاذ، كلامي قليل ومختصر مع الآخرين، وأشعر بالملل والوحدة، ليس لدي أصدقاء، وأتعاطى الخمر، اللهم اغفر لي حتى أشعر بالسعادة.

علما أنني تعرضت للتحرش في صغري، وبعد موت أمي تعاطيت الحشيش لمدة سنتين، وبعد انتكاس حالتي توقفت عن تعاطيها إلى الآن، لا أحتمل الحياة، أريد العودة إلى الدراسة، أو البحث عن عمل لي، لكن هذا الابتلاء دمر حياتي، فهل من علاج لهذه الحالة؟

أنقدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الحادثة التي حصلتْ معك وبعدها بدأتَ تشك كثيرًا في أنك قد تكونُ شاذًا جنسيًا هي القشّة التي قصمت ظهر البعير، فواضح أن عندك شكوك في هذا الأمر، ولا أدري ما هي قوة هذه الشكوك عندك.

على أي حال هناك أكثر من سبب للمشكلة التي تعاني منها، أي الإحساس أو الشك في أنك شاذ جنسيًا:
أولا: التحرُّش بك وأنت صغير.
ثانيا: فقدان ووفاة الأم قد تؤدي إلى الاكتئاب، والاكتئاب قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.
ثالثا: الإدمان أو الإكثار من شُرب الخمر، يؤدي إلى الشكوك.
رابعا: تعاطي الحشيش حتى وإن توقفت عنه، ولكنّه قد يكون سبب غير مباشر في هذا الذي تعاني منه.

الاكتئاب النفسي أيضًا -مرض الاكتئاب- قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وعندك أعراض اكتئاب أخرى مثل الانعزال من الناس، وقلة الكلام، وليس لك أصدقاء، كل هذه الأمور والأعراض قد تكون أعراض اكتئاب نفسي أو قد تكون ناتجة عن الشكّ، الذي يشك الناس طبعًا معظم الوقت لا يكون له أصدقاء كثيرون، وشكّه وانشغاله بهذا الشكل أيضًا يجعله قليل الكلام.

الشيء الآخر: واضح أنك استفدتَّ من الـ (أولانزبين)، وهو مضاد للذهان، والـ (بروكستين)، مضاد للاكتئاب، وطبعًا بعد التوقف عن الدواء ظهرتْ بعض الأعراض.

نصيحتي -يا أخي الكريم- أن تواصل المتابعة مع الطبيب النفسي، وإن تطلب الأمر الرجوع إلى العلاج والاستمرار فيه؛ لأن هذه الأشياء قد تتطور أحيانًا إذا أهملناها، وقد تتطلب علاجًا أو تدخلاً بالأدوية لفترة من الوقت حتى تختفي تمامًا.

فإذًا عليك بالرجوع إلى الطبيب النفسي، وإذا طلب منك الاستمرار في الدواء فاستمر عليه، واستفسر منه أيضًا عن إمكانية التواصل مع معالج نفسي؛ لأن هناك بعض الجوانب التي تتطلب علاجًا نفسيًا، خاصة مسألة التحرُّش الجنسي وأنت صغير، طالما تتذكّر هذا الشيء فأيضًا تحتاج إلى جلسات علاج نفسي للتخلص من التراكمات التي نتجتْ عنها، وأيضًا تحتاج إلى علاج لمساعدتك في التوقف عن تعاطي الخمر وعدم الرجوع إلى تعاطي الحشيش مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً