الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الحصول على الزوج المناسب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صديقتي عمرها 24 سنة، أنهت الجامعة بمعدل عال، جمالها عادي، ومن أسرة متوسطة مادياً، وعائلتها محترمة، وأنا لا أقول هذا لأنها صديقتي، بل فعلا، فهي التي جعلتني أقوم الليل، وأتمسك بربي أكثر!
تقدم لصديقتي شاب أكبر منها بحوالي ست سنوات، من سنتين، إلا أنه كان مدخناً وغير ملتزم؛ فرفضته، فما إن رفضته حتى بادر بإطلاق الشائعات عنها بأنها مغرورة، وبعد شهرين سمعت خبر زواجه بأخرى،
صديقتي -فعلاً- غضبت على نفسها؛ لأنه أساء إليها، ثم -والحمد لله- نسيت ما أطلق عليها من كذب، فصديقتي -مع أنها جامعية- فإنها ترضى باليسير، ولا ترغب إلا بالرجل المتدين، وهنا ما أعتبرها أنا ـ وهي على وجه الخصوص، بالمشكلة، فمع عصر الأنترنت، والقنوات الفضائية، وفتيات المجمعات، نقص عدد الشباب الذين يرغبون فعلاً بالزواج من فتاه صالحة، فنحن لا نبالغ بهذا، فأنا أعرف شخصياً كذلك فتيات من العائلة تزوجن بعد لقاءات بالجامعة، وبعد مكالمات هاتفية، مع أنهن ملتزمات، وأحبابهن يتقدمون لهن على أساس أنهم لم يلتقوا بخطيباتهم من قبل،
المشكلة -إخواني الأعزاء- كيف لصديقتي -وبدأت أنا أخاف مع أني أصغر سناً منها- بألا نرتبط بالزوج الصالح، فصديقتي وأخواتها اللاتي أكبر منها جميعهن غير متزوجات، مع تدينهن وعلاقاتهن الاجتماعية الكثيرة، ومشاركتهن بالأعمال التطوعية، أنا حزينة على صديقتي؛ لأنها لجأت للخطابة، لكنها أيضاً لم تلاق الشخص المناسب، إما مدخن، وإما صاحب علاقات سابقة مع الفاسدات، وإما ما هو أسوأ،
لا أخفي عليكم أن صديقتي دائماً تدعو ربها، وما شاء الله عليها تدعو لكل صديقاتها، بأن يمن الله عليهن بالزوج الصالح! نريد إخواني حلاً ليس لصديقتي فقط، بل نصيحة لكل الفتيات المؤمنات اللاتي لم يجدن الزوج المناسب، كيف لهن أن يلقوه؟
ونسيت أن أقول لكم بأن صديقتي كلمت نساء من عائلتها ـ وحتى أنا ـ بأنه إذا وجدن زوجاً صالحا، فليدلوه عليها، فتخيلوا ماذا كان الجواب! إن الشباب إما أنهم لا يريدون الارتباط بفتاة لا يعرفونها من قبل شخصيا، وإما أنه في صديقتي عيب جعل الآخرين يبحثون عن زوج لها! إنها كارثة! إن سبب الفتن والفساد الشباب والفتيات معاً، أسألكم أن تدعو للجميع بالصلاح! وأرجو النصيحة، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفضلى/ Blue123 حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فشكراً لك على هذه المشاعر الطبية تجاه صديقتك وبشرى لك بتوفيق الله، فإن الله لا يعطي الدين إلا لمن يحب، ولن يخذل الكريم الطائعين والطائعات، ولكن لكل آجل كتاب، وسوف يأتيكن الزوج الصالح بفضل الجواد الوهاب.
والمرأة العاقلة تحرص على صاحب الدين، فلا خير في مال ولا حسب ولا نسب إذا لم يكن معه خوف من الله، وإذا كانت هذه الأخت قد تركت ضعيف الدين فإن من ترك شيئاً لله يعوضه الله خيراً منه. وسوف ينتقم الجبار ممن ينشر الشر عن المسلمات، وأحسن من قال:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقال بدينار
وأرجو أن تشغل هذه الأخت نفسها بتقوى الله، فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسراً، ويقول سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].
ولا شك أن البدايات الخاطئة توصل إلى نتائج خاطئة، فلا تظن الفتاة التي تتزوج بشاب بعد علاقات محرمة أنها سوف تكون سعيدة مع زوجها؛ لأن الشيطان الذي حرضهم على مخالفة أمر الله وزين لهم هو الذي سوف يزرع الشكوك في طريق حياتهم حتى يحيلها إلى جحيم لا يطاق ثم إلى طلاق وفراق.
وإذا كانت هذه الأخت تدعو لنفسها ولأخواتها دائماً، فإن الله سوف يوفقها بإذن الله وفضله والملك يقول لها: ولك مثله. ولا مانع من أن تطلب الفتاة من زميلاتها والصديقات أن يبحثن لها عن الزوج الصالح، فلا شك أن كل أخت لها إخوة ومحارم من الذكور يبحثون عن الصالحات، مع ضرورة محافظتها على لسانها ووقارها.

وإذا حرص بعض الشباب على عدم الارتباط بالفتاة إلا إذا قدمت تنازلات ومشت مع المتبرجات وأكثرت من المكالمات، فاحرصي أنت وصديقتك على طاعة الله، واعلمي أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

وما أكثر الذئاب والمجرمين في زماننا، فنسأل الله أن يحفظكن وشباب المسلمين.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً