الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الملل في حياتي والتقصير في صلاتي، فأرجو النصيحة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاكم الله عنا كل خير إخوتي في موقع إسلام ويب جميعا.

أخي الكريم: منذ مدة طويلة وأنا أعيش حياة روتينية ولا يوجد شيء جديد بها؛ بسبب المرض لا أخرج كثيرا من المنزل، وأي شيء أفكر بالقيام به أتحجج بالمرض، وأنا للأسف بعيد قليلا عن الصلاة، وأنا منزعج من هذا الشيء! ولكني يوما أصلي ويوما لا، وأوقات أصلي، وأوقات لا للأسف! ودائما أدعو الله أن يهديني إلى الصلاة وأستقيم عليها ويحببني بها، ولكن حياتي مبعثرة، أريد أن أرتب وأنظم حياتي، ولكن كالعادة لا شيء جديد، ولا أستطيع تنظيم يومي.

كيف يمكنني أن أرتب يومي وألتزم بالصلاة وأعيش حياة هنيئة بعيدة عن الاكتئاب والملل الواقع علي بسبب المرض وعدم العمل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعيشه من ملل واكتئاب أثر من آثار التقصير في حق الله تعالى والبعد عن ذكره، قال سبحانه: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾، [طه: ١٢٤]. وتفريطك بالصلاة ذنب عظيم يجب عليك التوبة منه، والاستغفار، والعزم على عدم تركها مرة أخرى، والندم على مافات منها، وأكثر من نوافل الصلاة لعل الله أن يغفر لك ما سلف.

وإذا أردت أن تطمئن نفسك، فعليك بذكر الله، والاستغفار، والتسبيح، قال سبحانه:
﴿الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾ [الرعد: ٢٨]، وكان الأولى بك وأنت مريض أن تكون قريبا من الله ملتجئا إليه، كثير التضرع له سبحانه؛ لأن المرض سبب من أسباب التضرع لله والعودة إليه.

ويمكنك الاستفادة من وقتك في البيت ببرنامج إيماني تنظمه لنفسك يحتوي على: الصلاة النافلة، وقراءة القرآن، والذكر، والتسبيح، والقراءة الهادفة في كتب العلم الشرعي ونحوها، ويمكن ترتب زيارات لأهل الصلاح والخير تزورهم ويزوروك، وتستفيد من التعرف عليهم فيما ينفعك في دينك ودنياك، وحاول تبعد التفكير السلبي عن نفسك وخواطر الشيطان، وكن واثقا بالله مؤملا في الخير.

وليكن همك ما يرضي الله سبحانه والتزود للدار الآخرة، وستجد لذة في الحياة وطعما جديدا لها وتشعر بسعادة عظيمة إن شاء الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً