الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والد خطيبي رفض بعد أن كان موافقاً!

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب زميلي في الجامعة منذ ٥ سنوات، وهو أيضا يحبني. أراد أن يأتي لخطبتي، وفاتح أهله بالموضوع، وأهله ووالده وافقوا، وكذلك أهلي ووالدي، وقبل أن يحددوا موعدا للقدوم لطلب يدي رفض أبو العريس، مع أنه كان موافقاً أول الأمر، ورفض أن يتحدث عن سبب رفضه وعن الموضوع أصلا.

أرجو النصيحة، فأنا والشاب نحب بعضنا جدا، ولا يوجد أي سبب يجعل أباه يرفضني، ولا يوجد أي مجال لكي يتحدث مع أبيه، فكيف يمكننا إقناعه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن ييسر أمرك.

وأما الجواب على ما تقدم:

بما أن هذا الخاطب صاحب دين وخلق، وهناك موافقة من أهلك على الاقتران به، ولم يبق إلا أباه الذي لم يقبل بهذه الزيجة، فعلى الخاطب الاستعانة بالله تعالى والتضرع إليه بالدعاء، والمداومة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوها، وأن يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم بعد ذلك يسعى برفق ولين ويسأل والده عن سبب رفضه، فإنه إذا عرف السبب لعله يستطيع إقناعه والده بالزواج.

ويحاول أيضا أن يجعل من يقنع والده سواء الوالدة أو أحدا من إخوانه أو أخواته ونحوهم، وينصح الخاطب بالصبر وعدم الاستعجال.

أما أنت فعليك بالدعاء للخاطب في ظهر الغيب، بأن الله يلين قلب والده، ويقبل بالزواج.

ولكن اعلمي أنه إذا قدر الله وأصر والد الخاطب على عدم إتمام الزواج -وهذا أمر وارد ومحتمل- فعليك في هذه الحالة الرضا بما قدره الله، وقولي قدر الله وما شاء فعل، واعلمي أن في ذلك خيرا لك، والأولى على الخاطب أن يقدم رضا والده على الزواج من فتاة لا يرضى بها زوجة لولده.

ولا داعي للتفكير في هذا الخاطب بعد ذلك، ويمكن أن تصرفي النظر عنه، فلا يوجد نصيب في هذا الزواج، ولا داعي للتعلق به، ولا يوجد حب قبل الزواج، فالأصل أن العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج الحرمة؛ لأنهما أجنبيان عن بعضهما، وما ينشأ من علاقة وحب فهذا من حبائل الشيطان، ومن العادات الدخيلة التي وفدت علينا من أعدائنا، فاحذري من ذلك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً