الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاهدة المقاطع الإباحية أصابتني بالرهاب الاجتماعي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عادية، لم أكن أعاني من أي أمراض نفسية في السابق، لكنني تعرضت للوسواس القهري مرتين منذ 5 سنوات، ثم تغلبت عليه، والآن بسبب ضغوط الدراسة، أعاني منذ 4 سنوات من التوتر والقلق عند رؤية الرجال أو النساء فجأة، وإن كانوا أمي، أو أبي، أو إخوتي، أو صديقاتي، فأشعر أنهم يراقبون تصرفاتي. تغلبت على هذه المعاناة لفترة معينة، وشعرت أنها زالت ولكن ليس بشكل نهائي، وما لبثت أن عدت للمعاناة ذاتها، خاصة عند رؤية أخي الأكبر، دون أبي، أو أخي الآخر.

أصبحت ألاحظ توتر أخي الأكبر عندما يراني متوترة أمامه، فلم أعد أطيق العيش في البيت أثناء وجوده، ولا أفهم سبب هذا الخجل والتوتر؟ -لكنني لا أخفي عليكم-، فأنا أرجع السبب لشيء جنسي، حيث أنني لم أعد أتصرف في البيت بشكل طبيعي، فأخشى أن أنام أمامه، وأقول: لا يجب أن أنام أو ألبس هكذا أمامه، ولا أستطيع التكلم معه، وأصبحت أتحاشى وجودي معه في المكان ذاته، ولا أجد مبرراً لتصرفاتي تلك، فأحياناً أتغلب عليها، وأحياناً أخرى لا أستطيع.

هناك انحراف في أفكاري منذ 6 سنوات، بسبب مشاهدتي لمقاطع التقبيل في المسلسلات، والأفلام الإباحية، فأنا أتقهقر تدريجياً كل عام بسبب ذلك، وأجاهد نفسي كثيراً لكي أتوب، فأنجح أحياناً، وأفشل أخرى، وأشعر بتأنيب الضمير، كما أشعر بمعاقبة الله لي، ومعظم الوقت أشعر بأن انحرافي هو سبب التوتر والقلق الذي أشعر به أمام الآخرين.

هل ما أعانيه خجل مرضي؟ رغم أنني جريئة أكثر من اللازم أحيانا، أم هو توتر زائد نتيجة أفعالي الإنحرافية؟ أريد التخلص من ذلك كله، وأريد مساعدتكم في التغلب على الهلع الذي أشعر به عند رؤية الناس فجأة، حيث أراهم كأنهم وحوش أو شي مخيف، وكيف أتخلص من توتري أمام أخي؟

أرشدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنيم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

واضح جداً أو غالباً، أن ما تحسين به أو ما تعانين منه، له علاقة بالجنس، وله علاقة بانخراطك في مشاهدتك الأفلام الإباحية، التي تكون فيها علاقات متعددة ومحرمة، وقد انعكس هذا في تفكيرك في هذه الأشياء، ومحاولتك المستميتة عن طريق اللاوعي إزاحة هذه الأشياء، فتحول إلى توتر مع أخيك كرجل، وقد يكون أصبح لديك ميول جنسية نحوه، ما أدى إلى التوتر أمامه، ومن ثم التوتر بعد ذلك تعمم إلى جنس الرجال، وبعد ذلك ظهرت الأعراض الأخرى، مثل الأحساس بأن الناس يراقبونك لهذا التفكير الذي بداخلك، ولا تودين أن يعرفه أحد، أو يطلع عليه، وحبسك لهذا التفكير هو الذي يسبب لك هذا التوتر والضيق، والإحساس بأن الذين من حولك يراقبونك.

إذاً ما هو الحل؟ الحل في البداية يتأتى من التوقف عن مشاهدة هذه الأفلام الإباحية، فهي التي تغذي هذه التفكيرات، فيجب التوقف عن مشاهدتها فوراً مهما كلف هذا، إذا كنت تشاهدينها في جهاز كمبيوتر فابتعدي عن هذا الجهاز، وإذا كنت تشاهدينها في هاتفك المحمول فغيري هاتفك، المهم حاولي، أن تبتعدي عن كل المثيرات التي تؤدي بك إلى مشاهدة هذه الافلام.

الشيء الآخر حاولي دائماً أن لا تكوني منفردة، فالشخص يشاهد هذه الأفلام بمفرده، وحاولي أن تكوني مع الآخرين، وتنشغلي معهم، ولا تنفردي بنفسك، وإذا كان بالإمكان التواصل مع معالج نفسي لإفراغ ما داخلك من هذه التفكيرات السالبة فهو الأفضل، بمجرد الكلام عنها وإخراجها من داخلك، سيساعدك هذا كثيراً في التغلب عليها، والمعالج أيضاً باستطاعته أن يعلمك مهارات معينة لكيفية التغلب على هذه المشاعر السالبة، والقلق والتوتر، ولا أظن أنك تحتاجين إلى أدوية.

وللفائدة راجعي وسائل التخلص من إدمان المواقع الإباحية: (254209 - 267956 - 2111746).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً