الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تمنعني من الاتصال بزوجي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! أما بعد:
فإنني أكتب إليكم بعد أن سمعت عن صفحتكم الموقرة، وما تفعلونه لمساعدة الناس العاجزين.

أبلغ من العمر 40 عاماً، وأنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، انتقلت للعيش مع زوجي في بلد آخر غير فلسطين، في البداية كانت حياتنا موفقة، ولكن ـ والحمد لله ـ انقلبت حياتنا رأسا على عقب بعد خسارتنا في مشروع تجاري أقمناه أنا وزوجي! وأصبحنا بلا عمل، وبدأت حياتنا تصبح جحيما لا يطاق مع المصاريف المتوجبة علينا! ومن ضمنها إعالة والدته المريضة، وعندما ضاق بي الحال، اتفقت مع زوجي لزيارة أهلي في فلسطين ريثما يستطيع أن يجد عملاً، وأستطيع أن أرجع إليه! وافق زوجي مضطراً عسى أن يكون الوقت في صالحه!

مضى الآن على رجوعي عند أهلي قرابة السنة، وطوال هذا الوقت، يقوم زوجي بالاتصال بي، والاطمئنان علي، ولكن ـ للأسف ـ قام أهلي بالفترة الأخيرة بإغلاق الهاتف في وجهه! والطلب منه أن يقوم بتطليقي على أساس أنه لا يقدر على إعالتي! قمت بالاتصال به، وإخباره بأنني غير موافقة على هذا الأمر، حيث أكد لي أنه وجد عملاً مناسباً منذ حوالي الأربعة أشهر، وأنه يقوم بعمل مناوبتين حتى يستطيع أن يوفر المصاريف، وأن يجد البيت المناسب لي وله.

قمت بتفحص الأمر من خلال معاريفي هناك، ووجدت أنه صادق، وأنه ملتزم بإيجاد بيت، وأنه مستعد لتحمل المخاطر مقابل أن أرجع إليه، المشكلة الآن مع أهلي: إنهم غير مستعدين حتى للحديث عن هذا الموضوع، وإنهم مقتنعون بأنه رجل غير كفء لي، حتى وصل الأمر بأمي أنها هددتني إذا قررت الرجوع إليه بأنها سوف تغضب علي، وتمنعني بكل الوسائل الممكنة من الذهاب إليه!

سؤالي هو: أأبقى على اتصال به، ومعرفة جميع أخباره حتى يتمكن نهائياً من الوقوف وإيجاد البيت المناسب لي وله، وبالتالي أعود إليه نهائيا، وبنفس الوقت عدم إخبار أهلي بأي شيء عن مخططاتي معه!؟ أم أنني يجب أن أعلم أهلي، وبالذات أمي، خاصة أنها بدأت تشعر أنني على اتصال به؛ لأنني خائفة من غضبها علي، ولكني بنفس الوقت أشعر أنني يجب أن أكون معه، وأقف بجانبه!؟

مع الشكر والاحترام!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يعيننا وإياكم لما فيه الخير والصلاح.

تسلّمت رسالتكم الكريمة، والخاصة بمشكلتك مع أهلك، وأن والدتك ترفض رجوعك لزوجك.

الأخت الكريمة، إن طاعة زوجك واجبة عليك، وكذا بر أمك عليك، ومن أجل التوفيق وحل هذه المشكلة، أرجو أن أعرض عليك الآتي:

1- اتصلي بخالك أو أقارب الوالدة ممن له تأثير عليها، وأعرضي عليه المشكلة، وأفهميه بأنك أنت التي تتأثرين بحال زوجك لا أمك، وأنك إذا انفصلت منه تحطّمت حياتك كلها، ثم اعرضي عليه وضع زوجك والتزامه، ثم اطلبي منه أن يتدخل لإقناع الوالدة، وأرى قبل هذا أن تتجرئي وتتحدثي معها، وتناقشيها حتى تقنعيها.

2- اتصلي على زوجك، واطلبي منه أن يأتي إليكم ومعه هدية للوالدة كإرضاء لها، ثم يطلب منها أن ترضى عنك وتذهبي معه.

3- عليك بالاتصال به في هذه الفترة وعدم الانقطاع عنه؛ حتى يتمكن من تكوين نفسه وإعداد المنزل المناسب لك، وأخبريه بالمشكلة كاملة، واطلبي منه أن يتعاون معك على الحل، ولا يشترط علم أمك بهذا الاتصال؛ لأنه اتصال مشروع لأنه زوجك، وإذا علمت أمك بذلك وحصلت هناك مشاكل، فلا تنسي أن انقطاعك عنه ربما يجعله يغير من رأيه فيك، لهذا عليك بالاتصال الدائم به، وأقنعيه أن ينتظر حتى يصلح وضعه ويؤثث منزله، وستحل المشاكل بإذن الله، فعليكما بالصبر حتى تصلح أحواله.

وخلال هذه الفترة عليك أن تجتهدي في بر أمك لتكسبيها إلى جانبك، فكوني معها، واخدميها، ولا تشعريها أنك غضبانة منها حتى تتقربي إليها، وهنا ستوافقك إن شاء الله في رأيك، وتكوني كسبتيها وكسبت زوجك.

واستعيني بكثرة الصلاة، والدعاء أن يعينك الله، ويهدي أمك، ويوفق زوجك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً