الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلازمني قلق وخوف وتفكير منذ 3 سنوات.. أريد الاطمنئان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع المبارك.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.

أنا شاب عمري 27 سنة، متزوج ولدي وظيفة في التعليم -ولله الحمد-، لا أشكو من أي مرض عضوي -ولله الحمد- ما أمر به يلازمني منذ تقريبا 3 سنوات، يساورني القلق والخوف والتفكير المتواصل الذي عكر صفو حياتي بسبب وبدون سبب، حتى الآن أكتب لكم وأنا أشعر بالخوف، أحيانا لا أستطيع النوم بسبب الخوف والقلق، حتى في أبسط الحالات عندما يكون لدي موعد في مستشفى، أو مقابلة أبدأ بالتفكير والقلق، وماذا سأفعل غدا كيف سأواجه فلانا؟ وأين سأبدأ وكيف سينتهي؟

أشعر أني مراقب بعض الأحيان! وأنا أعلم يقينا أن لا أحد يلقي لي بالا، ولكن هذا ما أشعر به، أقلق من مواجهة طلابي، ويؤثر هذا في سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح بالرغم من تمكني من منهجي ومعرفتي به، لست منعزلا، بل أخرج وأقابل الأصدقاء وأسافر، ولكن دائما ما أشعر بالخوف وعند مقابلة شخص جديد بعض الأحيان أشعر بالارتباك.

أعلم بالعلاج السلوكي، حيث إنني أفكر بإيجابية في بعض المواقف، وأزيد من ثقتي في نفسي، وألاحظ تحسنا، ولكن ليس دائما، قرأت الكثير في موقعكم المبارك، وأفكر باستخدام دواء مساعد، وداعم لي، ولكنني خائف من استخدامها، ومن تأثيراتها، ولا أريد التعود عليها، قرأت عن سيبرالكس، فهل هو مناسب لحالتي؟ وما هي الجرعة أم تقترحوا عليّ دواء آخر، ولا أريد دواء يزيد من الخمول في الجسم والنوم، حيث أني كثير القيادة للسيارة، وكثير التنقلات.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسال الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت لديك شيء من قلق المخاوف، ولا أراه حقيقة مشكلة كبيرة، نعم هي ظاهرة مزعجة لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة، لديك شيء أيضاً من القلق الاستباقي، أو القلق التوقعي كما نسميه، وأنت مطالب بأن تكون إيجابياً في أفكارك، أنت -الحمد لله تعالى- منجز، تخرجت، توظفت، تزوجت، تعمل، فهذه نعم عظيمة -أخي الكريم-، لا تنساها أبداً.

وحاول أن تنظم وقتك، أن تنام نوماً ليلياً كافياً، أن تمارس شيئاً من الرياضة، أن تكثر من التواصل الاجتماعي؛ لأن التواصل الاجتماعي المفيد فيه تفريغ نفسي كبير يقلل من الاحتقانات النفسية، خاصة القلق والخوف.

احرص كثيراً على أذكار الصباح والمساء، وهي مطمئنة جداً -أخي الكريم-، وقطعاً الصلاة في وقتها داعمة جداً للإنسان، اطلاعك على العلاج السلوكي هذا أمر جيد، والمبادئ التي ذكرتها لك هي مبادئ سلوكية أيضاً.

الأدوية مهمة ومفيدة ومكملة حقيقة للرزمة العلاجية، عقار زوالفت أو زيروكسات أو سبرالكس هي الأفضل لحالتك، وما دمت قرأت عن السبرالكس، فأقول لك تناوله، وهو دواء سليم توكل على الله نسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً، وأنت تحتاج لجرعة صغيرة، وليس جرعة كبيرة، ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام يومياً تناولها لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعلها حبة واحدة أي 10 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر ثم 5 مليجرام يومياً، لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 20 يوماً، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء لن يسبب لك أي نوع من الخمول أو النعاس، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الأكل، كما أنه في بعض الأحيان ربما يؤخر القذف المنوي عند الجماع، لكن ليس له تأثيرات سلبية أبداً على صحتك الجنسية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك والثقة بإسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً