الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حزن شبه دائم وضيق وضعف تركيز، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حزن شبه دائم، وضيق، كما أشعر بكتمة واختناق، وضعف التركيز والحفظ، وكثرة التثاؤب، وقلة الصبر، مع يأس وإحباط، وعدم الثقة بالنفس، وميل للانطواء والانعزال في كثير من الأوقات، والشعور بعدم الحب والوفاء والإخلاص لأقرب الناس وأحبهم لي في بعض الأوقات.

أرجوكم ساعدوني، فأنا أعاني من هذه الأعراض منذ فترة نوعاً ما، وأنا تعبت، وأتعبت من حولي، فهل أنا مريض نفسياً أم أن ذلك بسبب الذنوب أم هي عين؟ وماذا أفعل؟

وجزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكنت أتمنى أن تذكر عمرك، لأن لكل مرحلة عمرية عند الإنسان نوعاً من التفاعلات العاطفية والوجدانية، فمثلاً الشعور هذا الذي تحدثت عنه من شعور بالحزن وضعف التركيز وقلة الصبر، وكثرة التثاؤب، وكل الأعراض التي ذكرتها نشاهدها عند بعض اليافعين، وفي مراحل البلوغ وفي سن الشباب المبكر نشاهدها كأعراض مؤقتة، وكأعراض عابرة -إن شاء الله تعالى- لأن الإنسان حين يكون في مراحل التكوين تأتيه الكثير من الأهواء، ومن الأفكار والتجاذبات، ويكون غير متأكد من ذاته.

هذا المرحلة الحرجة تتسم بهذا كله، وفيها تغيرات كثيرة، تغيرات في الهرمونات، في طريقة النمو، استعداد خلايا الدماغ لاستقبال الإفرازات العصبية المختلفة.

لذا لا ننزعج كثيراً لهذه الأعراض في هذه المرحلة، وكل الذي يحتاجه الشباب والذين يمرون بهذه المرحلة هو الصبر، التمسك بدينهم، الإكثار من الاستغفار، وأن تكون لهم صداقات طيبة مع أحسن الأخلاء وأصلحهم وأطهرهم، وأن يكون الإنسان قريباً من والديه، هذا مهم جداً، ودائماً يسعى إلى البر، لأن هذا كله يؤدي إلى الطمأنينة ويؤدي إلى انقضاء هذه الفترة.

أيها الفاضل الكريم، أريدك أن تفهم أنها مرحلة مؤقتة عابرة وأنت لست مريضاً -بإذن الله تعالى- والذنوب حقيقة الاعتراف بها والتوبة منها من الأشياء العظيمة، ورحمة الله واسعة في الدنيا والآخرة، فإن اقترفت ذنباً حاول دائماً أن تستغفر وأن تتوب، وأن يكون الندم هو شعارك، وأن لا تكرر الذنب، وأن تستفيد من الذي حدث، هذا مهم.

أما بالنسبة لموضوع العين -أيها الفاضل الكريم- فالعين حق، لكن هذه الأعراض مفهومة الأسباب، التغيرات التي تحدث في الجسم هي تغيرات كيميائية بيولوجية، فلا أرى أنها بسبب العين أبداً، لكن الإنسان الشاب المسلم يجب أن يحصن نفسه دائماً بصلاته، بأذكاره، بقرآنه، بأوراده، وأذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص حافظة وعظيمة، هذا هو الذي ننصحك أن تفعله.

ننصحك أيضاً في هذه الفترة أن تمارس الرياضة؛ فالرياضة سوف تفيدك وتفيدك كثيراً، وضع جدولاً نظم به وقتك، واحرص على النوم الليلي، وتجنب النوم بالنهار، وضع خطة لإدارة حياتك، إن كنت في المرفق الدراسي لا بد أن تسعى إلى أن تكون من المتميزين، هذا مهم جداً، سلاح العلم والدين مطلوب، وخصوصاً في زماننا هذا.

أسأل الله لك العافية، وأرجو أن تطمئن، وهنالك كتاب معروف للشيخ الدكتور عائض القرني الكتاب هو: (لا تحزن) أرجو أن تقرأ فيه وتتدبر المعاني والإرشادات العظيمة التي أوردها الشيخ -جزاه الله خيراً- ففيها نفع كبير لك إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً