الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تعاني من التهاب الكبد (ب) وهي حامل فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا.

قضينا اليوم أنا وأختي بالبكاء منذ أن علمنا أنها تعاني من التهاب الكبد الوبائي (ب)، برغم أن الطبيبة أخبرتها أن العديد من الناس يمكنهم التعايش مع المرض، ولكننا نخشى من العدوى، وخصوصا أن أطفالي يحبونها، يقبلونها ويأكولون من طبقها، ونحن نخاف العدوى.

فرجوا كربتنا فرج الله عليكم يوم القيامة، أختي حامل ولكن الكيس فارغ، بسبب غياب النبض عند الجنين.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرجو من الله أن يكتب الشفاء والعافية لأختك الكريمة.

إن التهاب الكبد (ب)، هو التهاب فيروسي يصيب الكبد، وينتقل عن طريق وخز الإبر، أو الجروح، والعمليات الجراحية، وخاصة عند طبيب الأسنان، أو نتيجة الجماع، أو نقل الدم الملوث، ولا ينتقل عن طريق المصافحة، أو عن طريق تناول الطعام مع شخص حامل له، أو العطس، أو الأكل من إناء واحد.

وهذا المرض يمكن أن يشفى تلقائيا لدى 90 إلى 95 بالمئة، من المصابين دون الحاجة للعلاج، وأن 5 إلى 10 بالمئة من الحالات تحتاج للعلاج، ويكون العلاج إما بأدوية فموية، أو إبر الانترفيرون، ومعنى الشفاء أي الشفاء التام -بإذن الله-، أي لا توجد أي فعالية للمرض، وعندها لا يكون حاملا للمرض، ولا يتسبب بالعدوى لأي من أقاربه أو ممن يتعامل معهم.

في حالات الالتهاب الحاد تكون الأعراض شديدة، مثل التعب العام، والإرهاق واليرقان، مع الإقياء ونقص الشهية، وألم البطن والمفاصل، والحرارة الخفيفة، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤثر المرض على وظائف الكبد، وأن يؤدي للفشل الكبدي، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤدي لقصور في الكلية، وحتى خلل في وظائف الدماغ، أو السبات -لا سمح الله-.

أما إذا كانت الإصابة بالحالة المزمنة، فالمرض يكون خاملا ولا يؤثر على وظائف الكبد، وفي هذه الحالة لابد من المتابعة المستمرة كل ستة أشهر للاطمئنان عن عدم نشاط الفيروس، وتكون المتابعة عادة عن طريق التحاليل، لأنه يوجد نوعين من الحالات المزمنة،
حالات مزمنة غير فعالة، وحالات مزمنة ولكن الإصابة فعالة ومستمرة، وفي بعض الحالات تكون الإصابة موجودة، ولكن في المراحل الأولية، أي أن وظائف الكبد لم تتأثر بعد بالإصابة، وهنا تكون فرصة الشفاء كبيرة -بإذن الله-.

والأفضل دائما هو الكشف الطبي قبل الزواج، وفي حالة إصابة أحد الزوجين عليه إخبار الطرف الآخر، وعندها بالعلاج، وأن لا يتم الزواج إلا بعد التأكد من الشفاء -بإذن الله-، الأفضل البدء.

أما إن حصلت الإصابة بعد الزواج، فالأولى أن يأخذ الطرف الآخر التطعيمات الخاصة بالتهاب الكبد، ثلاث جرعات، وهي تحقق نسبة وقاية عالية، وينصح أن يتم تحليل الدم للكشف عن فعالية اللقاح، ووجود المناعة الفعالة نتيجة التطعيم، والتطعيم ليس له تأثيرات جانبية، ولو كانت المناعة ضعيفة, مع اتخاذ التدابير الوقائية باستعمال العازل أو الواقي الذكري أثناء الجماع.

ونرجو لك ولأختك الكريمة من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً