الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقار الأندرال وعلاج الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتورنا الفاضل، أنا شاب أبلغ من العمر 24، أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي منذ 8 سنوات تقريباً، جربت دواء الزروكسات والأروركس لمدة سنتين، ولم أستفد بتاتاً! وأنا الآن منقطع عن العيادة منذ سنتين.
طبعاً ـ يا سعادة الدكتور ـ أنا إنسان طبيعي: أخرج خارج البيت، أذهب إلى الأسواق، أؤدي عملي صامتا أمام الناس، ولكن خوفي مختص بالحضور إلى مناسبة أو حفل وحدي، أو قراءة كلمة أمام أشخاص ـ ولو كانوا أهلي ـ أحس برجفة شديدة، وتغير في الصوت، وخفقان شديد!
لا أريد الإطالة، ولكن سؤالي هو أنني في الشهور الثلاثة القادمة سوف ألتحق بالسلك العسكري، وأنا الآن أتناول دواء أندرال، هل هناك مشكلة إذا اكتشفوا بالتحليل أنني أستخدم هذا الدواء، وإذا اكتشفوا هل أقول لهم إنني أستخدمه بسبب وجود صداع لدي؛ لأنه كما تعلم ـ يا دكتور ـ المريض المتعاطي للأدوية النفسية لا يلتحق بالجيش، أقصد في كلامي: هل الأندرال دواء نفسي؟

السوال الثاني: أنا طبعاً لم أستفد من السيروكسات والأيرووكس، هل الأندرال كذلك؟ وأسأل الله العليم رب العرش العظيم أن يمد بعمرك!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: أرى أنك تحتاج إلى العلاج السلوكي أكثر من العلاج الدوائي، ومن أجل الحصول على علاج سلوكي بصورةٍ صحيحة، أرجو أن تتصل بأحد الأخصائيين النفسيين الموجودين في منطقتك، وعلى العموم مبادئ هذا العلاج تقوم على مواجهة مصدر الخوف، وفي مثل حالتك تكون المواجهة أولاً في الخيال، بمعنى أن تتصور وتتخيل، وبصورة جادة، ولمدة لا تقل عن نصف ساعة صباحاً ومساءً، أنك في مواجهة تجمّع ضخم من الناس، أو أنك تخطب فيهم، أو أنه قد أوكل إليك قيادة هذا التجمع، أو أنك سوف تكون مسئول الطابور الصباحي في الجيش، وهكذا.

أرجو أن تعيش هذا الخيال العلاجي السلوكي بتمعن ودقة، ثم بعد ذلك تبدأ في المواجهات الحقيقية، بأن تجلس مثلاً في الصف الأول دائماً في الصلوات، وأن تكون كذلك في المقدمة في المناسبات الاجتماعية...وهكذا.

ثانياً: لا يُعتبر الإندرال دواءً معالجاً للرهاب بصورة مباشرة، إنما الفائدة التي يتحصل عليها المرضى تحدث بصورةٍ غير مباشرة، حيث أنه يقلل من سرعة ضربات القلب، عن طريق تخفيض إفراز مادة الأدرانلين، والتي تؤدي إلى زيادة سرعة دقات القلب مع الخوف والتوتر، وهو كثيراً ما يُعطى كعلاج مُساعد في هذه الحالة، وهو ليس علاجاً أساساً أو رئيسياً للمخاوف.

كما تعلم فإن الإندرال يُستعمل لعلاج ضغط الدم، وأنواع معينة من الصداع، والذبحات القلبية، وكل هذه تتطلب جرعاتٍ كبيرة من هذا الدواء، علماً بأنه توجد الآن أدوية أفضل في علاج الحالات السابقة الذكر .

الزيروكسات، وبعده الأروركس، يُعتبر من العلاجات الفعالة لعلاج المخاوف الاجتماعية، خاصةً إذا أردفت أو دعمت بالعلاج السلوكي، ولكن في بعض الحالات نحتاج لجرعة كبيرة خاصة من الزيروكسات، قد تصل إلى 60 أو 80 مليجرام في اليوم، وهي الجرعة القصوى التي يجب أن لا يُزاد عليها، وكذلك الحال بالنسبة للأروركس، والذي يمكن أن تصل جرعته إلى 600 مليجرام في اليوم، علماً بأنه يمنع تناول هذين الدوائين مع بعضهما البعض في ذات الوقت .

أخي، يمكن أن تجرب علاجاً آخر، يُعتبر أيضاً علاجاً جيداً، ويعرف باسم سبراليكس، وتبدأ بجرعة 10 مليجرام ليلاً، ثم بعد أسبوع ترفع هذه الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً بعد الأكل، وتستمر عليها لمدةٍ لا تقل عن ستة أشهر، يمكن أن تخفضها بعد الشفاء بإذن الله.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً