الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي دائم الغضب علي ويشتمني بدون سبب.

السؤال

السلام عليكم.

أعيش مع أبي وأمي، وعندي أختان متزوجتان، وأخ، أبي يعاملهم معاملة حسنة جدا، ولكنه يتعامل معي بقسوة جدا، لدرجة أنه يتشمت بي؛ لأني لم أتزوج إلى الآن، وأحاول أن أرضيه بأي شيء ولكنه لا يرضى، ويدعو علي، وأنني لا أنفع في شيء، وأني كثيرة الشبه بأمي، مع أن أمي لم تفعل شيئا سيئا تماما، ومهما حاولت إرضاءه فإنه يشتمني ويصرخ علي، فأتعذب مما أسمعه منه.

أنا خائفة من غضب ربي بسبب أن والدي غير راض عني، على الرغم من أني لا أفعل شيئا، ولا أفتعل المشاكل، وأسعى لإرضائه، ولكنه يدعو علي دائما ويشتمني، فهل ربي غاضب علي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحمد لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكري لنا كم عمرك، وهل والدك سنه كبير؟ وهل يعاني من أمراض معينة أم لا؟ لأن هذه المعلومات لها أثر كبير في وضوح الاستشارة.

وعلى كل حال ننصحك بالآتي:

1. الصبر والتحمل لما يصدر من والدك نحوك، فربما يكون يعاني من مرض، أو حالة نفسية معينة، أو بسبب كبر السن ونحوها من الأسباب.

2. احرصي على بره وطاعته والإحسان إليه؛ فهو والدك مهما حصل منه؛ حتى تكسبي رضاه.

3. اعلمي أن الزواج قسمة ونصيب، ولا يأتي إلا في موعده المحدد، فخذي بالأسباب، وتوكلي على الله، وثقي بالله، ولن يضيعك الله سبحانه.

4. إذا أمكن أن تبحثي عن شخص من أقاربك يثق فيه والدك، وتشرحي له الأمر كي ينصحه أن يرفق بك، ويتعامل معك بأسلوب حسن، ويبين له أن الزواج قسمة ونصيب لعله يتأثر بهذا النصح ويغير من تعامله معك.

5. احرصي على عمل الصالحات والذكر والدعاء والتضرع إلى الله أن يصلح حال والدك، وييسر أمرك، فإن الدعاء من أعظم أسباب حل المشكلات العائلية.

6. بخصوص سؤالك هل الله غضبان عليك؟ فهذا غيب لا يعلمه إلا الله، ثم أنت أدرى بنفسك في ذلك، فإن كنت صالحة مستقيمة، فليس ما يحصل لك عقوبة، بل هو تمحيص وابتلاء لرفع درجاتك.

وإن كنت تقعين في المعاصي والذنوب؛ فربما يكون ما يحصل لك عقوبة بسبب ذلك، فتوبي إلى الله منها توبة نصوحا، وسيصلح حالك بإذن الله.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً