الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالذهان، وأشعر بحساسية مفرطة تجاه الآخرين فأعتزلهم، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في البداية أن أتقدم بتحية شكر واحترام لكامل العاملين بالموقع.

أنا مصاب بالذهان، وأشعر بحساسية مفرطة تجاه الآخرين، لدرجة أنني أصبحت أعيش في عزلة عن الناس، أتواصل فقط مع أفراد عائلتي، والقليل من الناس الذين أثق بهم بشدة، وعندما أقابل أشخاصاً آخرين أعرفهم ويعرفونني أشعر بصدمة، وأتصرف معهم كأنهم غرباء، وأشعر بخوف شديد، وتنتابني أفكار مرعبة، ودائماً ما أفسر مقاصدهم بطريقة خاطئة، بل أكتفي بالتحديق في عيونهم، بينما ينتقل ذهني إلى عالم آخر، ولا أستطيع السيطرة على نفسي فأنسحب، أو تأتيني تأتاة، وأتصرف بطريقة غير مقنعة.

تفكيري مشوش، ودائم الشرود، وكأنني أعيش في عالم آخر، ومن وقت لآخر تأتي في ذهني أفكار وكلمات سخيفة، وكأن شخصاً آخراً يتحدث معي، أحيانا أتفاعل مع هذه الأفكار، وأتوتر من وضعي، وأحيانا أتجاهلها.

أظن أن الوراثة لها دخل هام في هذا، وأفسر هذا بالهلاوس السمعية والبصرية التي كنت أشعر بها في في طفولتي، وخاصةً عند النوم، أما الآن فهي تأتي على شكل أفكار ضاغطة، كما أعاني من دوخة وصداع مستمر في أعلى الرأس، وفوق العينين، مع التوتر الدائم وضعف شديد في التركيز، فذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاني عقاقير (Zolen (Amisulpride و lysanxia لمدة شهر، ثم أعطاني Respirox Risperidone مع المتابعة الشهرية لمواصلة العلاج.

أخاف أن تستمر معي هذه الحالة مدى الحياة، لأنني فقدت بعض مداركي العقلية، وأصبحت في حاجة إلى التواصل الإجتماعي، لأنني في عزلة دائمة، وأخاف كثيراً على نفسي، مع العلم أنني مواظب على صلواتي، ونظافتي الشخصية.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالرغم من وجود بعض الأعراض الذهانية مثل: التشكك في نوايا الآخرين، أو تفسير نوايا الأخرين بصورة خاطئة، ولكن أشك في تشخيص الذهان، لأن هذا قد يكون سمة من سمات الشخصية، فبعض الناس من سمات شخصيتهم التشكيك، والتفسير الخاطئة لنوايا الآخرين، ولكن لكي تكون ضلالات ذهانية، لا بد من أن تكون ثابتة ومتزحزحة، ولا يمكن تغيرها على الإطلاق.

الشيء الثاني الهلاوس السمعية والبصرية أثناء النوم لا يعتد بها كثيراً، ولا تعتبر أعراضاً مرضية أو ذهانية، مع أنها هي قد تكون جزءً من الأحلام، الشيء المهم عندي مريض الذهان لا يأبه كثيراً للعلاقة مع الآخرين، والعزلة الاجتماعية بالعكس يشتكي الآخرين من هذا الشيء، وبالذات أقربائه وأصدقائه، ولكنه هو نفسه لا يشتكي كثيراً من العزلة الاجتماعية، بل يرتاح جداً بأن يعيش وحده بعيداً عن الآخرين.

شكواك في حد ذاته يعتبر أن عندك بصيرة، وهذا يبعدنا من تشخيص الذهان بمسافة، لذلك أرى مراجعة تشخيصك مهم جداً، لأن الرزبيرادول فعلاً هو مضاد للذهان، وعليه أرى أن تراجع طبيب نفسي آخر، لأنني أرى أنك قد تحتاج لجلسات نفسية، أو معالج نفسي لمساعدتك في موضوع هذا التواصل مع الآخرين، حتى ولو كان يأتي عن شكوك وسوء تفسير، إذا لم تكن أعراض ذهانية، فيمكن التخلص منها عن طريق الجلسات النفسية.

إذاً تحتاج إلى مقابلة طبيب نفسي آخر، ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل ودقيق عنك، ومن ثم كشف للحالة العقلية عن طريق المقابلة المباشرة، والوصول إلى التشخيص السليم، ومن ثم وضع الخطة العلاجية بناءً على ذلك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول Tariq aziz

    نعم لقد عانيت انا كدلك من هده الشكوك والضلالات حيث كنت اعتقد ان هناك مؤامرة تحاك ضدي وان هناك من يراقبني لمصلحة الدولة والحمد لله تحسنت حالتي مع الدواء لمدة ستة اشهر وحالتي الان مستقرة .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً