الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع أن أفطم طفلي دون أن تتأثر نفسيته وصحته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولدي عمره الآن -والحمد لله- سنة و10 أشهر، وأريد فطمه، يرضع مرة واحدة بالنهار قبل نومة الظهيرة، ومرة بالليل قبل النوم، ويستمر بالاستيقاظ والصراخ أثناء الليل ولا يهدأ إلا أن يرضع، لهذا السبب أنا محتارة جدا، فكيف يمكن أن أتمكن من فطمه؟

أنا لا أريد أن تتأثر عملية الفظام على مزاجه ونفسيته، فهو صعب المزاج قليلا، مع العلم بأن ولدي يأكل جيدا أثناء النهار (فواكه، خضار، لحوم، وأكل مطبوخ)، ويشرب الماء والعصير الطبيعي بالكأس، ولا يأخذ حليبا من مصدر آخر غير الرضاعة، ولكن يأكل منتوجات الحليب البقري مثل الأجبان والألبان.

هل يؤثر الحمل على صحة الرضيع أو الجنين؟ حيث أنني أشك بأني يمكن أن أكون حاملا -لم أتأكد بعد-.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإرضاع هو أكثر من مجرد إطعام للطفل، فهو عبارة عن رابطة حميمية عميقة بين الأم وطفلها يستمد من خلالها هذا الطفل الإشباع العاطفي الضروري لتطوره العقلي والنفسي، وبالتالي ومن أجل أن يتم الفطام بطريقة صحيحة فيجب أن تحرص الأم على نقطة هامة جدا وهي ملئ الفراغ العاطفي الذي سينتج عن ابتعاد الطفل عن الثدي.

ومن النصائح الهامة:
1- أن تختاري وقتا لبدء الفطام يكون فيه طفلك بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشكلة صحية.
2- أن لا يصادف وقت الفطام مع وجود تغيير كبير في حياة العائلة، كالسفر أو الانتقال إلى منزل جيد أو غير ذلك.
3- التدرج وعدم الالتزام بوقت معين لإتمام الفطام، وعدم مقارنة نفسك ولا طفلك بالآخرين، فالأطفال يختلفون كثيرا في استعدادهم للفطام.
4- ابدأي بفطامه عن وجبة الظهر؛ لأنها الأسهل، واحرصي على تقديم وجبة كاملة ومشبعة لطفلك قبل موعد هذه الرضعة، ثم بعدها مباشرة أشغليه بنشاط حركي يحبه، كاللعب في الحديقة أو ركوب دراجة أو لعبة داخل المنزل أو أي فكرة تجعله يبذل جهدا، فعلى الأرجح هنا بأنه سيتعب وسينسى الأمر، لكن في حال أصر على الرضاعة (ليلا أو نهارا)، فالافضل هنا الاستجابة له وإرضاعه، ثم الاستمرار بنفس الطريقة.
5- تحاشي التواجد معه في المكان الذي اعتدت إرضاعه فيه، وتحاشي كشف الثدي أمامه أو الاستلقاء بقربه على السرير أو أي شيء يذكره بالرضاعة.
6- عندما يحين موعد رضعة قبل النوم، وبعد إعطاءه وجبة كاملة ومشبعة، يمكنك شغله بنشاط عقلي يحبه، كقراءة قصة مفيدة أو تركيب مكعبات أو تلوين صور أو أي شيء آخر، والمهم هو أن تشاركيه في هذا النشاط، فهنا سيشعر بأنه لم يفتقد الصحبة ولا الحميمية التي تحدث له خلال عملية الإرضاع، وسيحدث تشتيت لفكرة الرضاعة في ذهنه؛ لأن لديه بديل مماثل إن لم يكن أفضل.

والمهم -يا ابنتي- هو التدرج والتحلي بالصبر.

بالنسبة للحمل مع الإرضاع، فالجنين والرضيع لن يتأثرا، والذي سيتأثر هي الأم فقط، لذلك ننصح بأن يتم فطام الطفل عند معرفة السيدة بأنها حامل، والسبب هو أن جسمها لن يتمكن من تأمين متطلباته ومتطلبات الحمل والإرضاع بنفس الوقت، مهما كانت تغذيتها جيدة، وأيضا هنا ننصح بالتدرج في الفطام.

نسأل الله -عز وجل- أن يمتعك وطفلك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً