الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطعت اتصالي به وأشعر بتأنيب الضمير..فهل ظلمته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال لكم أحبتي، وأتمنى أن تفيدوني.

ضميري يقتلني؛ والسبب أنني قبل أشهر دخلت موقعا من مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت مع شاب أجنبي يعمل في دولة الكويت، ويريد أن يعمل بالسعودية، بحكم أنني فتاة سعودية عرضت عليه المساعدة بحسن نيه، وأنني أريد مساعدته فقط في إيجاد عمل له هنا، وطلبت منه إرسال السيرة الذاتية إلى إيميلي الخاص، وأنا أرسلها إلى الشركات.

لا أعلم كيف طلب رقمي الخاص، ومن شدة الغباء قمت بإعطائه، تحادثنا في الهاتف عن العمل لمدة لا تزيد عن 10 دقائق، بعدها أرسل لي رسالة بأن صوتي أعجبه، وأخذت كلامه بحسن نيه، واستمر الحديث بيننا عبر الرسائل لمدة شهر فقط، وبدأت أفضفض له فقط في بعض الأحيان، وبعدها بدأ يقول بأنه يحبني ويريد الزواج بي، ومن هذا الكلام، مع أنه لا يعلم عني أي شيء، ولا حتى اسمي، لكن لا أعلم لماذا بدأ بهذا الكلام! بدأت بالانسحاب منه، فلم يتوقف عن الاتصال والرسائل، ماذا أفعل؟

ضميري يقتلني بأنني ظلمته، لم أقصد غير مساعدته في تحصيل رزقه، والله أنني لم أفكر بأن تتطور القضية وتصل الأمور إلى كل هذا الحد، فهل ظلمته؟ وهل سيسامحني يوم القيامة على انسحابي منه رغم اتصالاته الكثيرة؟ استغفرت كثيرا، ودعوت الله أن يسامحني، لكن ضميري يقتلني الآن، ساعدوني واعذروني على كلامي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يكتب أجرك على إعانة الآخرين.

وأما النصيحة التي يمكن أن أنصحك بها: فعليك إذا رغبت أن تقدمي خدمة لأي رجل أجنبي عنك، اعلمي أن هذا أمر حسن، ولك أجر في ذلك، ولكن لا ينبغي التواصل مع ذلك الرجل في غير ما يحتاجه من الخدمة، وأحيي فيك أنك تنبهت إلى أن العلاقة مع ذلك الشاب ينبغي أن لا تتعدى تقديم الخدمة، وسارعت إلى قطع التواصل معه، وقطع العلاقة معه واجب شرعا؛ لأنه رجل أجنبي عنك، وعليه فقد فعلت واجبا عليك شرعا ولست ظالمة له، ولذلك لا حاجة إلى التوبة والاستغفار وطلب العفو من الله، فإن التوبة لا تجب إلا إذا قد وقعت في معصية وذنب، وأنت لم يحصل منك ذلك، ولذلك إذا اتصل بك ذلك الشاب فيمكن أن تذكريه بالله بأن يترك الاتصال، ولا ينبغي أن يتصل بك مرة أخرى.

وأما تأنيب الضمير فأرجو أن تعلمي أن تأنيب الضمير الذي نشأ لديك يمكن أن يكون من مداخل الشيطان؛ حتى تعودي للتواصل مع ذلك الشاب، ثم يوقعك الشيطان فيما يغضب الله تعالى، ولذلك عليك الاستعاذة بالله من هذا التأنيب، ولا تلتفي إليه مطلقا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً