الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرسلت صورة قلب لفتيات على الفيسبوك، وأخشى من نتائج ذلك التصرف.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشكركم على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجزيكم عني كل خير.

أنا شاب عمري 29 سنة، عازب، منذ 7 أشهر أرسلت صورة قلب لعشرة فتيات أعجبتني صورهم الشخصية على الفيسبوك، ولم يردّن علي.

الآن أصبت بوسواس بسبب ذلك التصرف، حيث ينتابني وسواس أنه عندما أخطب فتاة، فربما تكون إحدى هذه الفتيات ممن تعرفها، فتخبرها بتصرفي، فماذا سيكون موقفي؟ كما أنني في مكان مرموق في المجتمع، وفي شركة ذات سمعة.

أصبحت أتساءل أنني ربما أسأت لنفسي بهذا التصرف، ربما إحدى الفتيات قد تسأل عن شركتنا وتخبر أحدا عما فعلت، لذلك تجنبا لحصول ذلك قمت بحظرهن جميعا، لكن ما زال الوسواس يراودني، وأخشى أن تعرفني إحداهن، وفكرت أن أغلق الحساب لكن من الصعب جدا فعل ذلك؛ لأني مشرف على صفحة الشركة، ولي صلات مع كثير من العملاء من خلال حسابي هذا.

أرى أنني مبالغ في هذه المخاوف، استشرت صديقي فأخبرني أن الأمر بسيط، أتمنى منكم توضيح الأمر، هل ارتكبت خطأً؟ هل الأمر بالفعل عادي جدا؟ وما التصرف الصحيح في حالتي هذه؟ وكيف أتجنب التساؤلات في حال حدث ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا، ومعذرة على تأخر الجواب، ولعل الأمور قد هدأت أكثر الآن.

نعم أنت ارتكبت خطأ، ولا شك في هذا، ولكن من منا لا يخطئ؟! فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما قال حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام.

ولكن هذا لا يعني أن تُبالغ في الافتراضات والمخاوف، وماذا لو؟ وماذا لو؟ وماذا لو؟ فهذه التساؤلات لا تنتهي، وهنا يسعفنا الحديث النبوي بأن " لو" تفتح عمل الشيطان، فيجد الإنسان -وكما ورد في رسالتك - نفسه يدخل عالما من الوساوس المرضية، حيث يضع الكثير الكثير من المخاوف والافتراضات والتي لا نهاية لها.

بنظري وكما قال صديقك، الأمر أبسط بكثير مما تعتقد وتحمّل، وأكاد أجزم أن الفتيات قد نسين ما أرسلته لهن، هذا إن انتبهوا إليه أصلا، ولعلك تعتقد بأنه ليس عندهن من عمل أو اهتمام إلا أنتَ ورسائلك!

لن أخوض معك هنا في الاحتمالات التي وردت في سؤالك، والتي ربما لم ترد، فهذه قد لا تنتهي، والمهم أن تكون قد تعلمت درسا مفيدا في أن يفكر الإنسان قبل أن يتصرف بطريقة يندم عليها.

لا أعتقد بأنه سيحصل شيء يضرّك، فاتعظ بما جرى، واستمر في عملك، وأنت لست في حاجة لإغلاق حسابك، طالما تتصرف منذ الآن بالطريقة السليمة.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً