الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فجأة أصبحت أشعر بالغربة عن نفسي.. فما تشخيص ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 25 سنة، عندما كنت في سن 15 سنة كنت أدرس، وكنت في قمة السعادة، وفجأة أصبحت أشعر بالغربة عن نفسي، ومن كل الأشياء المحيطة مادية أو معنوية، وفقدت قدرتي على التصرف والتفكير، فقدت شخصيتي ومشاعري، وكأنني لست أنا، شيء يشبه الحلم، تغير إحساسي بالأشياء والأشخاص والأحداث، حتى طعم الأكل صار مختلفا، وتوقف تفكيري وكأنه في حالة ذهول وصدمة متواصلة، ولم يتمكن عقلي من استيعاب المعلومات، وبسبب ذلك أصبحت أشعر بالخوف، والقلق بشكل شديد، والعزلة، والاكتئاب, حاولت استعادة نفسي وطريقة تفكيري ولم أستطع.

لا أستطيع التكيف مع الأحداث والحياة، كأن حياتي توقفت منذ تلك اللحظة ولم تتواصل، لا أستطيع التصرف في أي موقف، أحاول استذكار ما كنت أفعله في الماضي.

حاولت شرح القليل مما أعانيه، أتمنى أن أعرف ما هو مرضي؟ تألمت كثيرا في صمت وبسبب الخوف من نعتي بالمجنونة، تركت الدراسة ولزمت البيت خوفا من ملاحظة الناس للتغير الذي طرأ على حالتي، مرت السنوات وأنا أحاول أن أعود لطبيعتي مثلما كنت ولم أستطع، ولم أذهب لأي طبيب، وهذا أدى إلى تدهور الأمر.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: ما حصل معك وأنت صغيرة قد يكون أعراض قلق، وقد يكون عرض الآنية، وهو إحساس بالغربة، وأن الشخص منفصل عن ذاته ومشاعره، وطبعاً هو إحساس فظيع ومؤلم، وكما ذكرت أحياناً من الصعوبة أن يصفه الشخص للآخرين، وهذا ما أفزعك بدرجة كبيرة، والآن أقعدك في المنزل وتركت الدراسة ومقابلة الناس، فلا بد من العلاج حتى تواصلي حياتك الطبيعية، تحتاجي أن تخرجي من المنزل، وتقابلي طبيبا نفسيا، وسوف يقوم بعمل تقييم بنفسه، وأخذ مزيد من التاريخ المرضي منك أو من أحد أقاربك، وعمل فحص للحالة العقلية من خلال المقابلة المباشرة، ومن ثم الوصول إلى التشخيص النهائي السليم، وبعدها يمكنه كتابة العلاج، أما علاج دوائي أو نفسي، أو الأثنين معاً.

فلذلك لا تترددي في الذهاب إلى طبيب نفسي، لا يمكنك وأنت في هذا السن الجلوس في المنزل والتوقف عن الدراسة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً