الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تشتت انتباه واكتئاب بسبب ضغوطات الحياة، فما العلاج؟

السؤال

قبل فترة حوالي الـ 3 أشهر مررت بفترة صعبة من أمور كاختبارات، وعمل، وإعداد للزواج، وتشتت عقلي.

بداية الحالة عندما صوت متأخرا عن الاختبار، وركبت سيارتي بسرعة وانطلقت للاختبار، وفي نفس الوقت كان فكري مشتت بأمور الزواج، وبعد ذلك اليوم حاولت أن أنام فلم أستطع النوم جيدا، في نفس ذلك اليوم أصابتني وسوسة غريبة لم تجعلني أنام، فأصبحت مستيقظا لمدة يومين أو ثلاثة، واستمرت معي المعاناة لمدة شهر تقريبا، مع تأخير أمور الزواج أيضا، بعد ذلك أصبح نومي جدا متقطع، فلا أستطع النوم جيدا، رافق ذلك تعب شديد في الجسم، وبعدها بفترة أصبحت كلما أريد أن أنام أتوهم بأني سأموت وهذه آخر ليلة في حياتي، وكنت أظل مستيقظ لمدة يومين أو ثلاثة، مما أدخلني في موجة شبيهة بالاكتئاب.

أصبحت لفترة فقط آكل ومستلقي على السرير، أريد النوم ولا يأتيني، بعدها أخذت إجازة من عملي وأديت العمرة، وأجريت فحوص دم، والنتائج سليمة ولله الحمد، وتذكرت أن ما أمر به هو من وسوسة الشيطان وأوهام النفس، وعدت أمارس حياتي، ولكن أشعر أني مختلف عن السابق، فإدراكي لم يعد كما كان!

أوقاتاً أشعر بأني لا أحس بأي شعور كخوف أو تعب، وأوقاتًا أحس أني متعب، فأصبح ذهني جدا مشوشًا، والوساوس معي طوال اليوم، أفكر في أتفه الأشياء، ولا أستطيع التركيز جيدا، ونومي جدا متقطع، عندما أريد أن أنام أو أغفو تأتيني أفكار سخيفة جدا تهبط على عقلي على شكل وسوسة، وأوقات على شكل كوابيس دون إرادتي، أقاومها أوقات وأنام وأصحو كل ساعة أو ساعتين، وهكذا! لي فترة على هذا الحال، وأتعبني هذا الأمر جدا، مع العلم أني متردد في زيارة أي طبيب نفسي لخوفي من صرف أدوية تجعلني غير متفاعل مع الحياة أو الإدمان عليها أو الخضوع لفحص مخدرات في عملي ويتبين أني أتعاطى أدوية أو خلافه!

ملاحظة أخيرة: نظام عملي شفتات، وأنا شخص مدخن شره جدا، وأشرب القهوة كثيرا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبدأ بما انتهيت به في رسالتك، فلا بد من التوقف عن التدخين الكثير، والتدخين في حد ذاته مشكلة، إدمان النيكوتين له أضرار كبيرة على المدى البعيد -كما تعرف- وإدمان أو شرب القهوة بكثرة يؤدي إلى الأرق، ويزيد من مشكلة النوم عندك.

طبعًا ما حصل في البداية كانت نوبة فزع، وبعدها أصابتك وسوسة من النوم، والنوم طبعًا شيء طبيعي وتلقائي، ولكن عندما يبدأ الشخص في التفكير بأنه لن ينام، فهذا في حد ذاته يؤدي إلى عدم النوم.

والشيء الآخر الذي يؤثر عليك هو نظام الشفتات والمناوبة في العمل، أيضًا يؤدي إلى اختلال النوم، وطبعًا هذا ليس بيديك.

إذًا ما عليك إلَّا تنظيم النوم -يا أخي الكريم- حاول ألا تأخذ مشاكل اليوم معك إلى السرير، فواضح من كلامك أنك تعمل في أكثر من جبهة، أنت تشتغل وتمتحن وتحضر للزواج، وشغلك بنظام ورديات أو شفتات مصادر ضغط، فعليك بمحاولة أن لا تحمل هذه المشاكل معك إلى الفراش، وحتى إذا نمت في النهار أغلق الغرفة جيدًا حتى تكون مظلمة، والتهوية تكون معقولة، وتجنب شرب القهوة قبل النوم بفترة كافية، وإذا لم تستطع بعد كل هذا فيمكنك استعمال دواء لمساعدك في النوم في البداية، وأنا أقترح (ميرتازبين/ريمارون) 15 مليجرام، يمكن أن تأخذه قبل النوم بنصف ساعة أو ساعة، فهو مضاد للاكتئاب ومهدأ قوي، وليس من ورائه إدمان، استعمله لشهر أو شهرين أو ثلاثة، حتى ينتظم النوم عندك، ثم بعد ذلك يمكن التوقف من تناوله.

الشيء الآخر: يجب عليك أن تأخذ وقتًا للاسترخاء والراحة، خاصة في الإجازات، وحاول أن تتريض أيضًا، اجعل لك ساعة في اليوم للمشي، ورتب الأمور والأولويات، أي نظم الوقت، كل هذا -إن شاء الله- سوف يساعدك في التخلص من الوسواس والقلق وأخذ وقتًا كافيًا من النوم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً