الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفعل حركات لا إرادية ولدي رغبات مفاجئة، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو منكم الرد الكافي على استشارتي معكم، أنا حاليا متماش ومتكيف مع الواقع إلى درجة كبيرة، ولكن خارجيا، أي في الظاهر فقط، ولكن داخليا فإني أعاني بما يعلمه الله معاناة شديدة من عدة أشياء، أولا: رغبة ملحة شديدة بحركات لا إرادية تبين لي فيما بعد أنها تعرف بمتلازمة توريت، وكنت أعاني منها في الصغر ولا أستطيع السيطرة عليها، وكانت تتمثل في تحريك الحواجب بشكل مفاجئ، وكذلك موازنة الأنف مع الخيال الناتج مع النظر.

الخبر الجيد: أنني قد تخلصت من معظم هذه الأشياء في الكبر، ويعلم الله لم يكن لي عون ولا رفيق ولا شفيع في هذه الرحلة الشاقة التي قضيتها مع نفسي، كنت أنا الوحيد الذي أحكم السيطرة على ما حصل، ولكنها تحولت حاليا إلى رغبات ذهنيه لا إرادية للسيطرة على الخيال مما سبب لي عدم القدرة على التفكير بارتياح.

ثانيا: أني لا زلت داخليا أشعر بالألم وعدم القدرة على دفع الكثير من الرغبات المفاجئة، كتلك التي ذكرت، أو بالإضافة إليها حاليا: الكثير من نوبات الغضب الشديد الداخلي التي يصاحبها ضخ شديد في القلب، واندفاع أشبه بالصاروخ باتجاه الشخص الذي سبب لي الغضب، مع انعدام مؤقت بالرؤية أثناء الهجوم والذي أعلم علم اليقين أني لو سمحت لذلك بالحدوث، فقد أفرم إنسانا فرما شديدا"، الذي أحاول إيصاله والبحث عن علاج له: هو أنني عندما أسمح للهجوم بالحدوث بالشكل الذي ذكرت، قد أحمل أوزانا فوق المتصور وقد حصل ذلك فعلا بيوم من الأيام فحملت شخصا ثقيلا إلى ارتفاع عال وألقيت به على الأرض الرخامية مما تسبب له بشرخ في الحوض، وقد كان ذاك الشخص مخطئا فعلا، حيث أنه استهتر واستهزأ بي ودفع وجهي بيده، فحصل ما حصل، المهم: أنا حاليا خارجيا قد أبدو طبيعيا وأكثر من طبيعي، ولكني داخليا، عاطفي جدا وغاضب من عدة أشياء، وكنت أنفس عن ذلك بالعزف سابقا وقد تركت ذلك لوجه الله.

حاليا: أريد منكم العلاج الشافي لهذه الحالة، أريد التخلص من هذه الاضطرابات، هل يوجد حقا في هذا العالم حل لحالتي؟ أنا مؤمن بالله وأعلم أن الله على كل شيء قدير، ولكن لا تقولوا لي زد إيمانك بالله وما إلى ذلك، فأنا بحاجة إلى أكثر من العلاج الكلامي أو ما يسمى بالسلوكي (رغبت كثيرا بمسح كثير من الجمل والإشارات في استشارتي، ثم تركتها قائلا لنفسي: لعلها توضح للأطباء نوعية انفعالاتي، مما يساعد في إيجاد العلاج المناسب).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

متلازمة (توريت) - وهي مجموعة من الحركات اللاإرادية في أي جزء من أجزاء الجسم - مع الوسواس، مع التلفظ أحيانًا بكلماتٍ نابية رغمًا عن الشخص.

طبعًا واضح الوسواس الذي ذكرته أنتَ، وتحول هذا الوسواس إلى رغبات ذهنية للسيطرة على الخيال، وطبعًا هذا شيء من المحال، لا يستطيع الشخص أن يسيطر على تفكيره وعلى خياله، ولكنّه يستطيع ألا يعمل بهما، ولكن لا يستطيع السيطرة على تفكيره، يستطيع أن يسيطر على جوارحه.

أما شحنات الغضب الداخلي ومحاولة الانتقام فقد تكون هذه من سمات الشخصية، هناك نوع من الشخصية تُسمى (الشخصية الانفجارية) تنفجر لأتفه الأسباب وتثور.

أخي الكريم: لكل الأشياء المجتمعة التي ذكرتها أنت تحتاج الذهاب إلى طبيب، نعم هناك أدوية قد تُساعد في التغلب على هذا البراكين من الغضب والقلق والتوتر، ولكن يجب أن تكون جزءًا من منظومة علاج متكامل، وهنا أعني بالعلاج النفسي، حتى وإن كنت لا تميل إليه، ولكن - يا أخي الكريم - العلاج النفسي ليس كلامًا فقط أو تبادل حديث، هو شيء منظَّم، له أسسه، وقد ثبت علميًا أنه يفيد.

المهم عليك بالذهاب والتواصل مع طبيب نفسي في أقرب فرصة ليقوم بعمل تقييم شامل، ومن ثمَّ إعطاء العلاج المناسب، إمَّا دوائيًا، أو قد يوجِّهك إلى معالج نفسي متمرِّس في العلاج النفسي، وإن شاء الله يساعدك في الخروج إلى بر الأمان من هذه المشاكل التي تعاني منها في الشخصية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً