الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بنتي تخاف من الأصوات والحيوانات وعندها تأتأة، كيف نتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم

بنتي بعمر سنتين، كان كلامها طبيعياً وواضحاً، وفجأة صار عندها تأتأة بالكلام! علماً أن عندها الخوف من الحيوانات ومن الصوت العالي، وقد تعرضت لخوف قوي، وأصيبت بالتأتأة، ثم بدأت تخف حتى تحسنت تماماً، ثم عادت التأتأة ثم اختفت، ثم رجعت متفرقة ببعض الكلمات.

علماً أني حين كنت صغيرة تعرضت أيضاً لموقف مخيف جداً، ومرضت حتى إني أصبحت لا أستطيع المشي، ثم تعافيت وظهرت عندي التأتأة، وأهلي ما اهتموا بالموضوع، وقالوا ستنتهي التأتأة مع الوقت.

استمرت لدي التأتأة لكن أخف، ووقت التوتر فقط، ولما كبرت حاولت أن أعالج نفسي بتمارين من الإنترنت، لأني أخجل من الذهاب للطبيب، وأنا مسيطرة على نفسي، وكلامي طبيعي، فقط وقت التوتر أو أمام الناس أقف ببعض الكلمات.

هل بنتي عندها وراثة أو عارض وينتهي؟ وكم يحتاج مدة حتى تشفى منه؟ وكيف يمكنني مساعدتها؟ أخاف أن يستمر معها للكبر، وإذا أنجبت أطفالاً فنخشى أن يتوارثوا ذلك.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التأتأة في الكلام عند الأطفال ظاهرة واردة الحدوث، وخاصة في المرحلة ما بين العامين والخمسة أعوام، وهناك أطفال يجدون صعوبة في نطق كلمات معينة، وبالتالي تظهر التأتأة مع تلك الكلمات فقط.

وجود مخاوف وقلق عند الأطفال من أهم الأسباب لظهور تأتأة لم تكن موجودة من قبل، مثل الحالة، وهي ظاهرة مقبولة في هذا العمر، وعلاجها سلوكي في المقام الأول، فيجب علينا أن نزيل مخاوف وقلق الطفل، ولا نساهم في تخويفه لمنعه من سلوك ما، فنستخدم أساليب التخويف مثل الغرفة المظلمة، وحتى حقنة الطبيب، يجب تجنب صنع مخاوف لدى الطفل، وكسر تلك المخاوف.

يجب تجنب محاولة إصلاح الكلمات للطفل عندما يتأتى، وينبغي تركه والصبر عليه لينطق بما يريد، احتواء الطفل في تلك المرحلة العمرية مهم جداً، فنتجنب إلقاء التعليمات والتوجيهات بقدر الإمكان، وإعطاء مساحة للعب والانطلاق.

في حال استمرار المشكلة لأشهر طويلة دون تحسن يمكن الاستعانة ببعض جلسات التخاطب، وتحسين النطق، ومن المعلوم أن العوامل الوراثية تدخل في كل شيء، ولكن بنسب متفاوتة، وإن كانت الأم في الحالة موضع السؤال عانت من تأتأة أثناء الطفولة، فمن المحتمل أن تعاني طفلتها نفس الأمر، لكن كما قلنا الأمر لا يستعدي القلق، وعلينا بإزالة القلق والخوف، وسيصلح الحال بإذن الله.

نتمنى لطفلتك السلامة والعافية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً