الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إعادة الثقة بالنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتقدم إلى المشرفين على هذا الموقع بكل احترام وتقدير، وأكتب لكم رسالتي وأنا كلي أمل أن أجد حلاً لمشكلتي من بعد الله، وخصوصاً من الدكتور الفاضل والمميز محمد عبد العليم .

المشكلة: أنا رجل -والحمد لله- أتمتع بمهارات جيدة وطموح عال، وأطمح أن أحقق إنجازات خيالية، ولكن سبحان الله لا أستطيع أن أكمل كل ما أقوم بعمله، مثلاً: إذا أردت أن أنجز أمراً تجدني أخطط وأرسم وأعمل وأصرف مبالغ طائلة، وفي منتصف الطريق أتوقف أو أشعر بكسل أو عدم الرغبة فعلاً بعمل شيء، أو أني أكمله مع أن النتائج فعالة بعد الإكمال.

والحقيقة التي لا بد أن أذكرها أن من حولي دائماً يجعلون مني رجلاً فاشلاً! كيف؟ بأن يقولوا لي: إن هذا العمل غير مجدٍ، وأنت لا تستطيع أن تعمل هذا، وأنت غير كفء له، وأنت رجل مهمل! مما يجعل نفسيتي ضيقة إلى أبعد الحدود، ويجعلني لا أرغب بعمل شيء!

أخي الفاضل الدكتور محمد عبد العليم! سؤالي: هل أنا مريض؟ هل يوجد في شخصيتي خلل؟ هل أستطيع أن أتغير وأكسر جميع الحواجز التي حولي؟ أرجو الإجابة على استفساري -يا دكتور- في أسرع وقت ممكن، فأنا على وشك الإنهيار.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم، إن المشاعر السلبية التي سيطرت عليك قد أنستك كل الإيجابيات الموجودة في حياتك، مما جعلك تقول: إنك على أعتاب الإنهيار، فأرجو أن تعي ذلك جيداً.

مع احترامي الشديد أيها الأخ العزيز، ربما تكون لديك علّة بسيطة في الشخصية، أي: أنك ربما تكون من النوع الاندفاعي والحساس في ذات الوقت، وسمات الشخصية قد تستمر مع الإنسان لفترة، ولا تُعد مرضاً إنما هي ظاهرة، ويمكن للإنسان أن يحسّن من البناء النفسي لشخصيته، وذلك بعدم الالتفاف إلى ما يقوله الناس من حوله، خاصةً الأمور السلبية، وفي ذات الوقت يجب أن تنمي في وجدانك وتفكيرك ما يقوله عنك الناس من أشياء إيجابية، علماً بأن ما يُقال عن الإنسان من أشياء إيجابية ربما لا يكون صحيحاً في كل الأوقات، وعليه فليس من الضروري أن تأخذ بكل ما يقوله الناس عنك إن كان إيجابياً أو سلبياً، ولكن في ذات الوقت لا تُهمل مشاعر الآخرين حولك، ولا تنس يا أخي أنك ما دمت صاحب نعمة فربما تكون محسود عليها، حيث أنك ذكرت أنك تضيع الكثير من الأموال في مشاريع قد لا تكون ناجحة، وفي هذا السياق عليك بالتريث، ولا بأس أن تأخذ من خبرات ونصائح ومهارات المختصين، خاصةً وأن هنالك الكثير من المكاتب الاستشارية، أو حتى تستنصح ممن تثق فيهم.

الحمد لله يا أخي أنت لست بمريض، ولا أرى سبباً لنظرتك التشاؤمية، فقط أرجو أن تتوكل على الله، وتقوي من إيمانك ويقينك، وتسعى للنجاح بتريثٍ وصبر، ولا تلتفت إلى كل ما يقال عنك، فكما يقولون: رضا الناس غاية لا تدرك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً