الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالواقع وكأنني أعيش في حلم، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 16 سنة، أشعر بأنني أعيش بحلم ولست في الواقع، وكأن الواقع محجوب عني، راودتني الحالة عندما كنت بعمر 10 سنوات، كنت صغيرا ولا أشكو من شيء، ألعب وألهو دون خوف، ثم توالت الأيام وجاء اليوم الذي أحسست فيه بشيء يشبه الدوخة، وكأنه سيغمى علي، لم أحتمل سماع الأصوات، وخنقتني العبرات، شعور لا يمكنني وصفه، وكان الإحساس مستمرا وكأنني لا أحس بالواقع.

ذهبت إلى الطبيب وأنا صغير، وحدثته بكل شيء وأنه شعور لا يمكنني شرحه، فهم الطبيب معاناتي وطمأنني بأن الأمر طبيعي، وقد مر بنفس حالتي، ومع الأيام نسي كل شيء وتحسن، مرت الأيام وفي رأسي أشعر بأنني لا أعيش بالواقع، تجاهلت هذه الأفكار وعشت سعيدا.

بعد خمسة أعوام حصل أبي على منحة للدراسة خارج البلاد، ووضع البلاد حينها كان متدهورا، بسبب الحرب في ليبيا، ولكنني كنت سعيدا، وحين ذهبنا للخارج ذهلت بالمناظر والأجواء، ومكثنا هناك لمدة سنة، وبعدها رجعنا وأنا طبيعي، وسعيد لعودتي، هنا بدأت المشكلة، عدت إلى عدم الإحساس بالواقع، ولدي لا مبالاة وبلاهة، وتركيزي ضعيف، أشعر كأنني مجنون وسأفقد عقلي، راقبت نفسي وحركاتي حتى أتأكد ما إذا كنت مجنونا أم لا؟

حالي في تدهور دائم منذ ذلك الحين، أصبحت أشك في نفسي كثيرا، أشعر بأنني انطوائي ولا أتكلم كثيرا، لا شيء جميل في الحياة، في السابق كنت ألعب الكرة باحتراف، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وتعرضت إلى إصابة منعتني منها، عنما أنها كانت مجرد هواية، وكنت أحبها كثيرا.

استفساري هو: ما هو تشخيص حالتي؟ هل أنا مجنون؟ وأريد أن أعرف لماذا لا أعيش الواقع وأعيش بالحلم؟ وما هو العلاج لهذه الحالة؟

سردت لكم القصة بكل تفاصيلها لأنني لم أجد الحل، ولم يفهمني أحد، وهمي فاق بكائي، أرجوكم أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت صغير السن، في عمر 16 سنة، ويمر الناس في سنك بكثير من حالات القلق والتوتر، وما حدث لك عرض من أعراض القلق والتوتر، الإحساس بالغربة وعدم معايشة الواقع، ولكن يتخطون هذه الأمور، وكما ذكر لك الطبيب فأنها شيء طبيعي، حتى إنه ضرب مثلاً بأنه مر بمثل هذا الشيء، ليثبت لك أن هذا الشيء طبيعي، والدليل أيضاً أنك عندما سافرت خارج بلدك وعشت مستقرا مع الأسرة وتجاهلتها اختفت لمدة سنة كاملة، والآن عادت لأنك عدت مرة أخرى لبلدك وتذكرتها، وأيضاً الظروف التي تمر بها بلدك من عدم استقرار، أيضاً قد يؤثر عليك، فهي عرض من أعراض القلق كما ذكرت، وليست شيء كبير، أو شيء خطير، وعليك أن تتجاهلها وتعيش حياتك الطبيعية، بالذات تركز على الدراسة، وأيضاً يمكنك ممارسة الرياضة، لأنها تؤدي إلى الاسترخاء، ولتكن لك هوايات أيضاً، ولا تنسى -يا أخي الكريم- المحافظة على الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً