الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والتوتر فهل هذه الأدوية تناسب حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ عام 2007 من الخوف، والتوتر، والذعر الشديد، والتفكير الدائم في الموت والأمراض، وتدهورت حالتي، وصل الأمر إلى الإغماء ذات مرة.

ذهبت إلى الطبيب، وأجريت بعض الفحوصات الطبية، -والحمد لله- كلها سليمة، وقال بأنني أعاني من حالة نفسية سيئة، وبالفعل ذهبت للطبيب النفسي، ووصف لي بعض الأدوية المهدئة والمضادة للقلق والتوتر، وتحسنت حالتي -الحمد لله رب العالمين-.

بعد فترة عادت الأعراض، ولكنها أخف من المرة الأولى، وذهبت للطبيب مرة ثانية، وأعطاني بعض الأدوية، تناولتها لمدة ثلاثة شهور، تحسنت الحالة وبعد ثلاثة أعوام رجعت مرة أخرى.

لم أذهب إلى الطبيب، حتى أستطيع تجاوزها بنفسي، و-الحمد لله- تجاوزتها لأربع أو خمس سنوات، ومنذ ستة أشهر شعرت بها تعود، وبشكل شديد، فذهبت للطبيب وأعطاني بعض الأدوية، لا أذكر منها إلا الدوجماتيل 50، حبة بعد الغذاء، وتربتيزول 25، حبة قبل النوم، تناولت الدواء لمدة ثلاثة أشهر حتى تحسنت، وبعد انقطاع لمدة شهرين عن الدواء، عانيت من الغصة والتململ، ولا أستطيع النوم، ولا يمكنني الذهاب إلى العمل، ولا الصلاة في المسجد، حتى ذهبت للطبيب مرة أخرى، فأعطاني دواء اسمه اميبريد 50، حبة بعد الغذاء، ودواء ميرتيماش 30، مرة واحدة قبل النوم، وذلك منذ يومين فقط، فهل الدواء مناسب لحالتي؟ وما هي المدة المطلوبة للعلاج؟ وهل لهذا الدواء آثار سلبية كثيرة تتجاوز منافعه؟

أرجو الإفادة والمساعدة، وتحياتي لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كونك سيطرت على الأعراض لمدة خمس سنين لوحدك، فهذه ظاهرة إيجابية، وشيء فعّال، ويؤدي إلى الثقة في أن هذه المرة -إن شاء الله- لن تدوم معك هذه الأعراض.

طبعًا مشكلة الخوف والقلق أحيانًا تستمر لفترة طويلة، وأحيانًا يرجع عندما يتعرض الشخص لأي مشاكل حياتية جديدة.

على أي حال: الدواء الذي كتبه لك الطبيب الآن، الـ (اميبريد)، هو (إيمسلبرايد)، وهو في الأساس دواء مضاد للذهان، ولكن في جرعة صغيرة، مثل خمسين مليجرامًا، فعّال جدًّا لمعالجة القلق والأعراض المصاحبة له، أما الـ (ميرتيماش)، أو الـ (ميترتازبين)، فهو في المقام الأول مضاد للاكتئاب، ولكنّه يُساعد في النوم، ويُساعد في علاج القلق والاكتئاب.

لذلك العلاج الذي صُرف لك في الفترة الأخيرة هو علاج مناسب، وكلا الدوائين مكمِّلان لبعضهما البعض، لذلك عليك الاستمرار في تناولهما، و-إن شاء الله- يبدأ التحسُّن بعد أسبوعين أو ثلاثة، وتحتاج إلى عدة أسابيع ستة أسابيع، لكي تختفي معظم هذه الأعراض، وبعد ذلك يجب الاستمرار لفترة لا تقل عن ستة أشهر في تناول الدواء، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه دون تدرُّج.

الآثار الجانبية للـ (امبرمين)، قد يؤدي أحيانًا إلى زيادة الوزن، وأحيانًا قد يؤدي إلى مشاكل جنسية، ولكن جرعة خمسين مليجرامًا، هي جرعة صغيرة، وليس بها مشاكل كبيرة، أما الـ (ميرتازبين)، فأحيانًا قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة والنعاس في اليوم الثاني للعلاج، ولذلك يجب أن تأخذه مبكرًا مثلاً قبل النوم بساعة.

هذه الآثار الجانبية للأدوية وليست كثيرة، وعليك المراجعة مع الطبيب النفسي، وإذا كان هناك إمكانية لأخذ علاجات وجلسات نفسية مع العلاج الدوائي يكون أفضل، خاصة أنت من الناس الذين ينظرون نظرات إيجابية ويحاولون التغلب على أعراضهم، فأولئك الأشخاص عادةً يتجاوبون مع العلاج النفسي بطريقة فعّالة.

إذًا عليك الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، و-إن شاء الله- هذا يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض بعد أن تتوقف من الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً