الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سرعة نبضات القلب وألم شديد في الرأس، فهل سببها نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، بعمر 25 سنة، رياضي، طولي 179 سم، ووزن 89 كيلو، منذ شهر تقريباً وأنا أمارس رياضة كمال الاجسام بالنادي، زادت دقات القلب بسرعة عن المعتاد، حيث أني ألعب منذ سنين، وتوقفت عن التمرين لفترة، وبعد أسبوع من توقفي حصل لعائلتي حالة وفاة، ولكن كنت قوياً وتمالكت نفسي، ولكن كانت دقات القلب تزيد بسرعة، وحدث شيء مرعب لرأسي وكأن شيئاً يصعد لأعلى الرأس مع ثقل، فراجعت الطبيب، وعمل لي تخطيطاً، وتحليلاً لأنزيمات القلب، وأخبرني بأن التخطيط سليم، ولكن هناك سرعة في الدقات، وأكد لي بأن تحاليل أنزيم القلب سليمة.

كذلك أشعر بانسداد في البلعوم، وألم في الصدر، فذهبت مرة ثانية إلى المستشفى، وأجريت تخطيطاً للقلب وأشعة للرئة وأخبرني بأن النتائج سليمة، وحجم القلب سليم، ولكن يوجد التهاب بالشعب الهوائية، فأعطاني مضاداً ومذيباً للبلغم، ولكن لم أتحسن نهائياً.

اقتنعت أن دقات القلب هي أمر نفسي، ولكن الألم في رأسي يرعبني وكأنه سيغمى علي، علماً بأن ضغطي سليم، فبدأت أخشى من أن أكون مصاباً بورم في الرأس أو المريء؛ لأنني بعد كل وجبة طعام يصيبني استرجاع المريء.

أرجو أن تفيدوني هل ما أعانيه بسبب مرض نفسي أم أن هناك علة في الرأس فعلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزيادة في نبض القلب أو الخفقان له أسباب إما تتعلق بالقلب نفسه، وقد أثبتت الفحوصات والتحاليل أن القلب سليم في مرتين متعاقبتين، ولذلك لك أن تطمئن على سلامة القلب إن شاء الله، خصوصا وأنت شاب رياضي في العشرينات من العمر.

أما الأسباب الأخرى غير القلب وهي كثيرة، منها: أثناء ممارسة الرياضة والخفقان في المرة الأولى كان منطقيا، خصوصا إذا بدأت التمرين دون إحماء، وإذا كان هناك ما يقلق بالك في ذلك اليوم، أو حدث التمرين بعد تناول وجبة دسمة، أو تناول القهوة والمياه الغازية، وقد توقف الخفقان بعد التوقف عن التمرين.

حدوث حالة وفاة في الأسرة أمر صعب على الجميع حتى في حال التماسك والصبر -نسأل الله تعالى ان يغفر للمتوفى، ويجعل مثواه الجنة، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون-، وحدوث الصداع والثقل في الرأس والخفقان أمر متوقع أيضا في ظل تلك الظروف من اضطراب النوم، وعدم الانتظام في تناول الوجبات، وحالة التوتر والقلق التي تصاحب تلك الظروف.

الأمر ليس له علاقة بالأورام لا في الرأس ولا في المريء، فقط إعادة ترتيب الحياة، وأخذ قسط كاف من النوم، وممارسة رياضة المشي دون بذل جهد عضلي زائد؛ لأن المشي والخروج يحسن الحالة المزاجية، ويخفف التوتر والقلق دون أن يؤدي إلى زيادة النبض، وللتغلب على الحموضة والارتجاع عليك بتناول وجبات خفيفة ومتكررة خصوصا في وجبة العشاء، مع تناول قرص pantozol 40 mg قبل الأكل على الريق لمدة أسبوعين، مع ضرورة عمل تحليل للبراز للبحث عن الجرثومة الحلزونية H-Pylori ، وتناول العلاج المناسب حال تشخيصها.

مع أهمية فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين (د)، وفيتامين (B12)، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، ولا مانع من أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة 8 إلى 12 أسبوع، مع ضرورة شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان.

من الضروري العمل في الفترة القادمة على إنقاص الوزن من خلال تناول طعام صحي يحتوي على البروتين الحيواني، وعلى الفواكه والخضروات، والحبوب مثل: الشوفان، والبرغل، ومطحون القمح، للحصول على فيتامين (ب) المركب، وعلى الألياف الضرورية، وشرب المزيد من الماء عند الشعور بالجوع، حتى يصل وزنك إلى أقل من 80 كجم مما يساعد في تجنب الخفقان.

لعلاج الصداع وآلام الجسم يمكنك تناول كبسولات مثل: celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة 7 أيام، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً